أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن المملكة تستهدف أتمتة 40% من شبكات توزيع الكهرباء بنهاية عام 2025، وهي النسبة المثلى لإحداث التوازن بين الكفاءة التشغيلية والتكلفة الاقتصادية، مشيرًا إلى أنه حتى الآن تحقق 32% من هذا المستهدف.
هدف الأتمتة تحسين قدرة الشبكات على التعامل مع الحوادث
وأوضح وزير الطاقة، خلال افتتاحه المؤتمر الثاني عشر للشبكات الذكية والمعرض المصاحب له، تحت شعار "طاقة واستدامة"، أن الهدف الرئيسي من أتمتة شبكات التوزيع يتمثل في تحسين قدرتها على التعامل مع الحوادث وتحسين سرعة التعافي منها، وذلك من خلال إرسال إشعارات وتحليل البيانات من خلال الذكاء الاصطناعي، بما يعزز موثوقية الخدمة بشكل عام.
وأضاف أنه يجري العمل في الوقت الحالي على إنشاء 9 مراكز تحكم متقدمة مزودة بتقنيات متطورة بحلول عام 2026، بما يسمح بالمراقبة اللحظية الدقيقة لأنظمة الشبكة، مؤكدًا أن تقنيات الشبكات الذكية تمثل عنصرًا جوهريًا في تحولات الطاقة في المملكة والعالم، لدورها في التكامل بين أجهزة القياس الذكية، وأتمتة العمليات، وتقنيات الاتصالات، لتحسين عملية إنتاج الطاقة الكهربائية، ونقلها، وتوزيعها، واستهلاكها.
وأشار إلى تحقيق المملكة تحولًا رقميًا في قطاع الطاقة، وذلك من خلال تركيب 11 مليون عداد ذكي منذ 2021، بما يسهم في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في البلاد، وتمكين المستهلكين من متابعة استهلاكهم بشكل لحظي عبر تطبيقات ذكية، الأمر الذي يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن ترشيد استهلاك الكهرباء.
وتطرق إلى طبيعة مصادر الطاقة المتجددة، التي تتأثر بالظروف الجوية، إذ أكد ضرورة العمل على تطوير أنظمة تخزين الطاقة باستخدام البطاريات، بسعات تصل إلى 26 جيجاواط ساعة، بهدف الوصول إلى 48 جيجاواط ساعة بحلول عام 2030، بما يمكن من دمج شبكات الطاقة المتجددة ضمن شبكات النقل والتوزيع.
وحول الجهود المبذولة لتعزيز استقرار وكفاءة الشبكة الوطنية، التي تُعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لفت وزير الطاقة إلى مواصلة المملكة جهودها لتوسعة شبكات النقل والتوزيع، وتطوير تقنيات أنظمة النقل المرنة التي تُسهم في تعزيز تبادل الطاقة وتقليل الفاقد، مؤكدًا أنه تم إنشاء أربعة مراكز تحكم مناطقية، إلى جانب مركز وطني واحد، تتيح أنظمتها المتقدمة مراقبة وتشغيل الشبكات بكفاءة، بما يعزز أمن الشبكة الكهربائية ومرونتها.
وشهد وزير الطاقة بعد الافتتاح، توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال الطاقة، كما كرّم الفائزين في "هاكاثون الطاقة" الذي شارك فيه أكثر من 60 موهوبًا قدموا خلالها أفكارهم ومشاريعهم الرامية لتطوير حلول مبتكرة في مجالات تخزين الطاقة والكفاءة والاستدامة.