أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، أنه يجب على الشركات والمنشآت الكبرى في المملكة أن تربط الذكاء الاصطناعي باستراتيجيتها الرئيسية وأن يكون في صلب تلك الاستراتيجيات لمواكبة المستقبل، وبخلاف ذلك ستخسر تلك المنشآت الكثير من الوقت والقيم.
وزير الصناعة: نرحب بكل الشركات الدولية
وأوضح في كلمته بالقمة العالمية للذكاء الاصطناعي، أنه من المهم أن تفكر الشركات الكبرى اليوم في مستقبلها مع الذكاء الاصطناعي الذي يجب أن يكون مضمنا في استراتيجيات تلك الشركات حتى لا يفقدوا ميزاتهم التنافسية أو يخرجوا من السوق.
وقال الخريف إن المملكة ترحب بكل الشركات الدولية سواء كانت كبرى أو صغرى وتساعدهم على تأسيس نشاطاتهم بسهولة ويسر، لأن لديها حاضنات أعمال ستساعدهم في كل ما يحتاجونه.
وأشار إلى أنه يجب إدراك أن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية واحدة ولكنه مزيج من التقنيات المتعددة التي يجب أن تجتمع حتى تصنع القيمة المضافة بما يعود بالنفع على تلك الشركات على جميع المستويات، لافتا إلى أنه يجب الانفتاح على الأفكار الجديدة ومنها التقنيات، حيث إنها لن تسمح فقط للمنشآت بالعمل بكفاءة أفضل ولكنها أيضا ستسمح للمواهب المتاحة بالمساهمة بجلب التقنيات، فالمملكة اليوم تستورد الكثير من التقنيات ولكنها ستصدر التقنيات.
وأبان أن قطاع التعدين والتصنيع سيكون أكبر العملاء للذكاء الاصطناعي، نظرا لأن هناك الكثير من الاستخدامات له في هذا القطاع، فتقنيات الذكاء الاصطناعي في المصانع والمنشآت الصناعية كثيرة مثل ربط المعدات والآلات بنظام الذكاء، بما يقلل من الاستهلاك ويزيد من الكفاءة والإنتاج، وبما يعمل على تحسين المنتج ويزيد من قيمته، بالإضافة إلى أثر الذكاء في تطوير رأس المال البشري عبر التدريب والتمهير وتبني التقنية والتأقلم عليها، والانتقال من عمل منخفض المهارات إلى عمل مرتفع المهارات.
واستعرض وزير الصناعة والثروة المعدنية جهود تبني التقنيات الحديثة المبتكرة في قطاعي الصناعة والتعدين، ومن ذلك إطلاق برنامج مصانع المستقبل الذي يستهدف أتمتة 4 آلاف مصنع، إلى جانب اهتمام مؤتمر التعدين الدولي دائمًا باستعراض أحدث ما توصلت إليه الحلول المبتكرة في قطاع التعدين.
الذكاء الاصطناعي يسهم في ضبط مستويات التخزين
وأوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التصنيع يحقّق العديد من المكتسبات في مقدمتها تحسين تصميم وهندسة المنتجات، عبر مساعدة الشركات المصنعة على تطوير منتجات أفضل وأكثر ابتكارًا، وذلك بتحليل كميات كبيرة من البيانات لتحسين تصميم المنتجات، وأتمتة سلاسل التوريد وتحسين إدارتها عبر التنبؤ بالطلب.
وأشار إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في ضبط مستويات التخزين وتبسيط الخدمات اللوجستية، وأتمتة خطوط الإنتاج وتحسين مراقبة الجودة، حيث تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف العيوب في المنتجات بدقة أكبر من البشر؛ مما يقلل من الهدر ويحسّن رضا العملاء.
ولم يغفل التحديات المصاحبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ أكد "الخريف" أنه رغم الفرص الكبيرة التي يقدمها لتحسين كفاءة الإنتاج في عمليات التصنيع؛ فإنه يطرح أيضًا تحديات، منها أن دمج الذكاء الاصطناعي في التصنيع يتطلّب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجيا، إضافة إلى إعادة تأهيل القوى العاملة، مشيرًا إلى أنه رغم تلك التحديات، تمتلك المنشآت الصناعية التي تتبنّى تطبيقات الذكاء الاصطناعي ميزة تنافسية كبيرة في السوق.
وفيما يتعلق بدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات التعدين، أكد "الخريف" أن تلك التقنيات الذكية ستسهم في تعزيز الكفاءة والإنتاجية والاستدامة عبر مختلف مراحل العملية التعدينية، حيث تساعد خلال مرحلة الاستكشاف بشكل كبير في تحليل البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية الضخمة للتنبؤ بمواقع وجود المعادن بدقة عالية؛ ما يوفر الوقت والجهد والموارد.
يذكر أنه يشارك في القمة أكثر من 450 متحدثًا دوليًا، بحضور عدد من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية وصنّاع السياسات الاقتصادية ونُخب من المختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة، وذلك خلال الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر 2024م في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.