تستمر المملكة بتوسع استثماراتها الاقتصادية حول العالم، حيث وصلت قيمة الاستثمارات السعودية في المملكة المتحدة إلى 21 مليار دولار منذ عام 2017 م، بينما بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة 13 مليار دولار في عام 2023.
اتفاقية لتوسيع التعاون في مجال الاستثمار بين البلدين وتسهيلات تمويلية متوافقة مع أحكام الشريعة
وافتتحت المملكة في بريطانيا مكاتب لصندوق الاستثمارات العامة، ونيوم، وشركة علم؛ والاستثمارات السعودية الجديدة والتي تزيد قيمتها على 3.5 مليار دولار في شمال شرق إنجلترا؛ وافتتاح عدد من الشركات البريطانية والتي يتجاوز عددها 52 شركة بريطانية مقرّاتها الإقليمية في الرياض.
وقعت المملكتان اتفاقية لتوسيع التعاون في مجال الاستثمار بين البلدين ورحب الجانبان بالتسهيلات التمويلية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة 700 مليون دولار أمريكي من قبل وكالة تمويل الصادرات البريطانية، بهدف تطوير المتنزه الترفيهي "Six Flags" بمدينة القدية، حيث أكدت المملكة المتحدة مجدداً التزامها بتعزيز توجيه استثماراتها إلى المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأكدت السعودية على أن سوق لندن للأوراق المالية خيار مفضّل للمملكة كمركز مالي عالمي، خاصة بعد أن جمعت من خلالها المملكة أكثر من 70 مليار دولار منذ عام 2022م، منها إصدار سندات خضراء بقيمة 12.5 مليار دولار لمدة 100 عام أصدرها صندوق الاستثمارات العامة، واتفق الجانبان على مواصلة التعاون المُشترك في مجالات الإدراج المزدوج، والخدمات المصرفية، والتكنولوجيا المالية، وإدارة الأصول، والتأمين.
تسهيل إجراءات أنظمة التأشيرات الإلكترونية في المملكة المتحدة
وأشاد الجانبان بتسهيل إجراءات أنظمة التأشيرات الإلكترونية في المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى زيادة عدد زوّار الأعمال والمستثمرين والسُياح بين البلدين. وكما رحب الجانبان باتفاقية (بيان نوايا مشترك) للتعاون بين الهيئة السعودية للسياحة و "Visit Britain"، واتفقا على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات المتعلقة بتنمية رأس المال البشري في القطاع السياحي، من خلال تنظيم برامج تدريبية وتطويرية لـ 5000 سعودي من الجنسين في المعاهد ومراكز التدريب المتخصصة في السياحة في المملكة المتحدة حتى نهاية عام 2026.
وأشاد الجانبان بالمستويات القياسية لحجم التجارة بين البلدين والتي تجاوزت 21.7 مليار دولار، واتفقا على زيادة حجم التجارة الثنائية 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030 م، كما أعرب الجانبان عن عزمهما على إبرام اتفاقية شاملة وطموحة للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
والتزما بدعم تحولات أمن الطاقة عبر الشراكة الثنائية، واتفقا على التعاون المستمر في مجالات الطاقة التقليدية، والطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، وكفاءة الطاقة، والهيدروجين الأخضر والنظيف، واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، والمواد المتقدمة المستدامة. بالإضافة إلى بناء المزيد من الشراكات في مجالات البحث والتطوير المشتركة، والشراكات التجارية في مجال التقنية الخضراء.
وأكد الجانبان على أهمية توفير إمدادات آمنة ومتنوعة للمعادن الحرجة، وأكدت المملكة المتحدة على دعمها لمؤتمر التعدين الدولي الذي تنظمه المملكة العربية السعودية من خلال مشاركة المؤسسات البريطانية الرائدة. وكما رحب الجانبان بإعلان رغبة بورصة لندن للمعادن لإقامة مراكز تسليم لها في مدينة جدة.
في التعليم استهدف الجانبان مضاعفة عدد المدارس بحلول عام 2025 م، وذلك بعد افتتاح 5 مدارس بريطانية في السعودية منذ عام 2021 م، ورحبت المملكتان أيضًا بخطط جامعة ستراثكلايد لتصبح أول جامعة بريطانية تُنشئ فرعًا لها داخل المملكة، وذلك بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
اتفقا على زيادة حجم التجارة الثنائية 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030 م
وتجدر الإشارة إلى أن هنالك 14,000 طالب سعودي يدرسون في المملكة المتحدة هذا العام. وكما أكد الجانبان على التزامهما بتعزيز الشراكة التعليمية من خلال توقيع برنامج تعاون في التعليم والتدريب التقني والمهني بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالمملكة العربية السعودية ووزارة الأعمال والتجارة بالمملكة المتحدة.
واتفق الجانبان على تطوير شراكتهما في مجال البحث والابتكار، مع التركيز على العلوم والتقنية المتخصصة وعلم الجينوم والفضاء، وعلى دعم احتضان الشركات الناشئة وتسهيل وصولها إلى رأس المال الجريء، بالإضافة إلى التنسيق بشأن الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، ومتابعة أعمال قمة المملكة المتحدة العالمية لسلامة الذكاء الاصطناعي.
وأشاد الجانبان بالمستويات القياسية لحجم التجارة بين البلدين والتي تجاوزت 21.7 مليار دولار، واتفقا على زيادة حجم التجارة الثنائية 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030 م، كما أعرب الجانبان عن عزمهما على إبرام اتفاقية شاملة وطموحة للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وشدد الجانبان على التزامهما بالشراكة في مجال الرعاية الصحية، من خلال اتفاقية موسعة تركز على التعاون في مجالات جديدة لتشمل: "التحول الرقمي، والتقنية الحيوية، ومقاومة مضادات الميكروبات". كما اتفقا على استكشاف فرص التعاون في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب الوقائي. ورحبا بافتتاح مركز "Priory" الطبي، وهو أول عيادة دولية للصحة العقلية في المملكة العربية السعودية مع التزامهم بإنشاء أربعة مراكز أخرى، بالإضافة إلى افتتاح كلية "King’s College" مستشفى في جدة وعزمها على افتتاح مستشفى آخر في الرياض.
وتواصل المملكتان تعميق الشراكة في المجالات الثقافية، وتنفيذ الاتفاقية السعودية البريطانية التي تهدف إلى التعاون في المحافظة على التراث، والفعاليات الثقافية، وبرامج الإقامة الفنية، والتبادل المعرفي. ورحب الجانبان بالاتفاقية المبرمة بين وزارة الثقافة السعودية ومتحف العلوم بلندن والتي تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتطوير القدرات في قطاع المتاحف في البلدين. كما اتفقت وزارة الثقافة السعودية على العمل بالشراكة مع الأرشيف الوطني البريطاني لرقمنة السجلات الثقافية للمملكة العربية السعودية.