تتفرّد مدينة "ذا لاين"، التي يجري حالياً العمل على الانتهاء منها وتسليمها في وقت قياسي، بخلوّها من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الشوارع والسيارات، ومدّها بالكامل بطاقةٍ متجددة بنسبة 100%، حيث من المقرر أن تحتضن 9 ملايين نسمة على مساحة 34 كم2، إلى جانب منظومة متكاملة للتنقل عبر قطار فائق السرعة، يصل بين أقصى نقطتين داخل المدينة في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة.
260 حفارًا و2000 شاحنة يعملون على مدار الساعة
واستعرضت مجلة "New Civil Engineer" البريطانية المتخصصة بمتابعة المشاريع الإنشائية والهندسية، وتيرة الأعمال والبناء والتشييد التي يشهدها مشروع "ذا لاين" بإشراف من شركة "نيوم"، ودعم كبير من قيادة المملكة تماشياً مع رؤية السعودية 2030، مشيرةً إلى أنه يتم نقل ملايين الأمتار المكعبة من التربة والمياه على مدار الساعة لبناء مشروع "ذا لاين" الطموح، الذي يتمثل في مدينة خطية مصممة على شكل ناطحتَيْ سحاب يبلغ ارتفاعهما 500 متر وتشكلان أسوارًا بطول 170 كيلومترًا تحيط بالمدينة.
وأكّدت المجلة أن المرحلة الأولى من الخطة المنصوص عليها، في البيان الذي أعلنه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان ستكتمل بحلول عام 2030، نظراً للسعي المستمر للتسريع من وتيرة العمل بهذه المدينة الساحرة، حيث تبدو ناطحات السحاب ذات المرايا الكاملة وكأنها تمتزج بسلاسة مع الصحراء المحيطة، وموقع البناء الفعلي الذي يتضمن "أكبر عملية ركائز في العالم"، ويستقبل أكثر من مليونَيْ متر مكعب من إمدادات البنية التحتية كل أسبوع، وذلك بمساعدة 260 حفارًا و2000 شاحنة يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لنقل المواد.
وأضافت بأن المشروع يشهد أكبر عملية تكديس في العالم، حيث جرى رفع 4500 ركيزة كجزء من أعمال الأساس، ووصل العمل إلى ذروته بأكثر من 60 كومة في اليوم، لافتةً إلى أن المملكة تعاقدت مع كبرى شركات البناء في العالم لدعم أعمال البناء والتخطيط، حيث أبرمت عام 2022 مع شركة "كيلر" للإنشاءات عقدًا رئيسيًا بقيمة حوالي 51 مليون جنيه إسترليني للمشروع، وفي فبراير الماضي وقع الاختيار على شركات هندسية كبرى مثل "Jacobs" و"Atkins" و"Aecom" و"Bechtel " لتقديم خدمات إدارة المرحلة الأولى من المشروع.
وأشادت المجلة البريطانية بالتطور الهائل الذي تشهده المشروعات السعودية العملاقة، وعلى رأسها مشروع "نيوم" ومناطقه المختلفة مثل مشاريع "سندالة" و"أوكساجون" و"تروجينا" و"ليجا" و"إبيكون" و"سيرانا" و"أوتامو"، والتي من المتوقع أن تبلغ مساهمتها بالناتج المحلي السعودي بحلول 2030، نحو 100 مليار دولار.