ترأَّس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض، اليوم، الاجتماع الوزاري التشاوري السداسي مع الولايات المتحدة، لبحث تطوُّرات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبحث الاجتماع، تطوُّرات الأوضاع في قطاع غزة، وأهمية التوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، بما يضمن حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، بالإضافة إلى مناقشة آليات رفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق القطاع كافة، بما يضمن عدم تفاقم الأزمة الإنسانية.
وتطرق الاجتماع إلى الجهود التي تبذلها دول السداسية العربية الداعمة لمسألة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة.
ومن جانبه قال وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكن في كلمته في الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج وأمريكا، في الرياض، إن اجتماع اليوم أهم من أي وقت مضى، ويأتي على خلفية الصراع بين إسرائيل وحماس، والأعمال المزعزعة للاستقرار من جانب إيران.
بلينكن: نثني على جهود الملك سلمان لإيجاد حل للصراع باليمن
وأضاف أن الطريق الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الإنساني في غزة وخلق فسحة لتحقيق حل دائم هو التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن، وننتظر التوصل لهدنة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية هناك حيث إن فتح المعابر ليس كافيا وعلينا أن نرسل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وشدد على استمرار العمل مع الشركاء في مجلس التعاون الخليجي لتحقيق سلام طويل المدى وإيجاد مسارات مع ضمان أمن إسرائيل وأمن المنطقة بشكل عام، لافتا إلى أن اليوم هو فرصة لتعزيز الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومنع الصراع من التوسع.
ولفت إلى أن هدف بلاده منذ السابع من أكتوبر هو تحقيق الأمن والاستقرار ومعالجة تهديدات إيران لا سيما بعد هجومها غير المسبوق على إسرائيل مع إطلاق 300 صاروخ، وهذا يؤكد أهمية الحيلولة دون حصول إيران على السلاح النووي، مشيرا إلى أن تنامي التهديدات الإيرانية يؤكد على ضرورة عملنا سوياً لتحقيق دفاع متكامل ومندمج.
وأكد أهمية معالجة قضية الملاحة في البحر الأحمر والهجمات من جانب الحوثيين والتي تقوض الاستقرار، فالبضائع لا تمر وأيضا من الصعب الآن إدخال البضائع لليمن وخاصة في الشمال، هناك كارثة إنسانية وهجمات على السفن التي تجلب الطعام لليمن، وهذا له آثار على الاقتصاد العالمي الأوسع، ونحن عازمون على إيقاف هذه الهجمات.
وقال إننا نعمل أيضا على إيجاد حل سياسي للصراع في اليمن، وأنا أثني على الملك سلمان للجهود التي يقوم بها في هذا الخصوص لمحاولة تحريك الملف في هذا الاتجاه.
البديوي: موقفنا ثابت بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة
من جانبه، قال أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي: إن اجتماع اليوم يحظى بأهمية خاصة، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة مما يحتم مضافرة الجهود على كافة المستويات لخفض التصعيد ومنع انجرار المنطقة إلى العنف وعدم الاستقرار بسبب الحرب في غزة والتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل والتوترات المتصاعدة في البحر الأحمر التي تهدد الأمن البحري وحرية الملاحة فضلا عن خطر الانتشار النووي والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وأكد على موقف مجلس التعاون الثابت بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في كافة أنحاء غزة بما في ذلك مدينة رفح وضمان توفير وصول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية لقطاع غزة.
وشدد البديوي على ضرورة تبني المجتمع الدولي لسياسات وتدابير فاعلة لوقف التصعيد وأعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس والمقدسات الإسلامية.
وأشار إلى البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ44 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، بخصوص عقد مؤتمر دولي تشارك فيه كافة الأطراف المعنية لمناقشة كافة المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذر من أن استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران ينذر بتفجر الأوضاع بالمنطقة مما يتطلب من كافة الأطراف التمسك بأقصى درجات ضبط النفس وحل الخلافات سياسيا عبر القنوات الدبلوماسية.
وأعرب البديوي عن القلق البالغ من التوترات في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين التي تمثل تهديدا غير مقبول للملاحة البحرية.
وشارك في الاجتماع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية مصر سامح شكري، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن.
وحضر الاجتماعَ، الأميرةُ ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور سعود الساطي، والمستشار في الوزارة الدكتورة منال رضوان، ومدير إدارة المشرق العربي محمد الحربي.