أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن العلاقات السعودية العُمانية تسير تحت رعاية وحرص من قيادتي البلدين، بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون وتعزيز الدور الإقليمي والدولي، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق تطلعات الشعبين.
يعد مجلس الشراكة منصة فاعلة تؤطر عمل البلدين
وأضاف خلال كلمته في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي – العماني، الذي عُقد في مدينة مسقط، أن تأسيس مجلس الشراكة وانعقاد اجتماعه الأول ولجانه المشتركة، يمثل منصة فاعلة تؤطر عمل البلدين، وتستثمر الإمكانات المتاحة التي يتمتع بها البلدان في تعظيم المنافع والمصالح المشتركة.
وأشار إلى أن توافق وجهات النظر في مجمل القضايا بين المملكة وعُمان، يوضح أهمية مواصلة التنسيق المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتعزيز التشاور السياسي في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، معتبرًا أن المجلس التنسيقي ولجانه الفرعية المنبثقة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية، تعد أداة فاعلة لتعميق التعاون البلدين، ومنها مكافحة الإرهاب وحماية الممرات المائية، والطاقة المتجددة والنظيفة.
وتطرق وزير الخارجية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، إذ أكد أن المملكة هي الشريك التجاري الثالث لعُمان، وثاني أكبر دولة تستقبل الصادرات العُمانية، كما نوّه بالنمو الذي تشهده التجارة بين البلدين، والذي بلغ 245% خلال العام الماضي، ليصل حجمها خلال الأعوام الخمس الماضية ما يقارب 22 مليار دولار.
واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية المتميزة القائمة بين البلدين، وشددا على أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق الثنائي، وبلورة مواقف مشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما عبّر رئيسا المجلس عن ارتياحهما لما تم التوصل إليه في اجتماعات اللجان الفرعية، الذي نتج عنها إقرار 55 مبادرة من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، والدفع بعلاقاتهما لآفاق أرحب.
وأكدا أهمية استمرار دعم وتطوير عمل المجلس ولجانه الفرعية والتنسيق الدائم بين الجانبين؛ للإسهام في تعزيز فاعليته كأداة مؤسسية تؤطر عمل التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، وأن يتم متابعة تنفيذ توصيات ومبادرات اللجان الفرعية الواردة في محاضر اجتماعاتها التي عقدت خلال عام 2023م من قبل رؤساء اللجان الفرعية - كل فيما يخصه - في الجانبين بدعم ومساندة الأمانة العامة للمجلس.
وفي ختام أعمال الاجتماع، أعرب رئيسا المجلس عن شكرهما وتقديرهما لجهود الأمانة العامة للمجلس وما تقوم به من أعمال من شأنها تسهيل عمل المجلس ولجانه الفرعية، كما أعرب الأمير فيصل بن فرحان عن تطلعه لاستضافة المملكة للاجتماع الثاني للمجلس في موعد يتفق عليه الجانبان من خلال أمانته العامة.
وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وصل سلطنة عُمان لترؤس المجلس وكان في استقباله لدى وصوله المطار السلطاني نظيره بدر البوسعيدي.
بحث وزير الخارجية مع نظيره العماني أوجه التعاون المشترك
وعقد وزير الخارجية مع نظيره العُماني، لقاءًا ثنائيًا، بحثا فيه أوجه التعاون المشترك، بالإضافة إلى مناقشة آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والدفع باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين.
كما تطرق الجانبان إلى آليات التنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف بهدف متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض يوم السبت الماضي.
ويهدف المجلس إلى تعزيز واستدامة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين، ومتابعة أوجه التعاون القائمة، وسير العمل في المشاريع المشتركة وصولا إلى التكامل في مختلف المجالات، ومتابعة التوقيع بينهما على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بما يحقق المصالح المشتركة.
وكانت الأمانة العامة لمجلس التنسيق السعودي العماني قد عقدت اجتماعها الرابع في وقت سابق بالرياض، برئاسة كل من مدير عام الإدارة العامة لأمانات المجالس واللجان المهندس فهد الحارثي من الجانب السعودي، ورئيس دائرة مجلس التعاون بوزارة الخارجية العمانية السفير الشيخ أحمد المسكري رئيسًا للجانب العماني.