غادر ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الهند بعد زيارة رسمية، شهد فيها قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وبعث برقيتي شكر، لدروبادي مورمو رئيسة الهند، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند.
وأزجى ولي العهد شكره للقيادة الهندية، وقال: "يسرني وأنا أغادر بلدكم الصديق أن أعرب لدولتكم عن عظيم امتناني وتقديري لما لقيته والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. لقد أكدت المباحثات الرسمية التي عقدتها مع دولتكم متانة العلاقات الراسخة بين بلدينا، وأهمية العمل على تعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة، على النحو الذي يحقق مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين".
تأسيس مجلس الشراكة السعودي الهندي ترك أثراً كبيراً في العلاقات بين البلدين
وأشاد ولي العهد بالنتائج الإيجابية التي توصلت إليها اجتماعات مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي، والتي سيكون لها كبير الأثر في التعاون بين بلدينا، مثنياً على النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها خلال رئاسة الهند لأعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين، ومؤكداً أهمية ما صدر عنها من قرارات، عل أمل أن تسهم بشكل كبير في دعم التعاون بين دول المجموعة، وتعزيز معدلات نمو الاقتصاد العالمي.
وأكد ولي العهد ؛ أن تأسيس مجلس الشراكة السعودي الهندي، ترك أثراً كبيراً في العلاقات بين البلدين، ومن المتوقع أن يترك أثرا أكبر في المستقبل، متطلعاً أن تسهم الزيارة في تطوير آفاق العلاقة بشكل أكبر وأوسع.
وقال ولي العهد في كلمة، إن المباحثات التي جمعته مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، أكدت وجود رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بمختلف المجالات، والعمل على تطويرها، بما يحقق الإنجاز والتقدم ويعود بالنفع على شعبي البلدين، ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وعدّ وجهات النظر المتقاربة بين البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، تسهم في مواجهة التحديات المشتركة، وتساعد في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، لا سيما من خلال عضوية المملكة والهند بمجموعة العشرين.
وثمّن ولي العهد، خلال استقباله في القصر الرئاسي الهندي، العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة والهند، وأبدى تطلعه لتعميق التعاون في المجالات كافة، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
ونقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ إلى القيادة الهندية؛ بينما عبر عن سعادته بزيارة الهند.
وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان ورئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو عقدا اجتماعاً في القصر الرئاسي في نيودلهي، كما شرف ولي العهد مأدبة العشاء التي أقامتها رئيسة الهند بمناسبة زيارة ولي العهد الحالية للهند، فيما كان ولي العهد قد أجرى جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي في وقت سابق.
عقب مشاركته في قمة مجموعة العشرين التي انطلقت في نيودلهي
وبدأ ولي العهد اليوم (الإثنين)، زيارة رسمية إلى الهند، عقب مشاركته في قمة مجموعة العشرين التي انطلقت في نيودلهي، وأقيم استقبال رسمي للأمير محمد بن سلمان، بحضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيسة الهند دروبادي مورمو .
وقال ولي العهد، إن العلاقات بين المملكة والهند ذات منفعة متبادلة بين البلدين ونعمل معها على الفرص المستقبلية ونتعاون لبناء المستقبل، لافتا إلى أنه يتم العمل على تحقيق الممر الاقتصادي على أرض الواقع، وتحقيق إنجازات واعدة في مجلس الأعمال السعودي الهندي.
وأشار إلى أن الجالية الهندية لعبت دوراً كبيراً في النمو الاقتصادي بالمملكة وتمثل 7% من التعداد السكاني، كما أنها جزء من المملكة ويتم رعايتهم مثل المواطنين، مهنئا الهند على إدارة قمة G20 والمبادرات المحققة.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أنه أجرى محادثات مثمرة للغاية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن آفاق التعاون مع المملكة كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، كما أن الروابط التجارية مع المملكة ستنمو بشكل أكبر.
بلغ عدد الاتفاقيات التي جرى توقيعها أكثر من 20 اتفاقية
وشهد ولي العهد ورئيس الوزراء الهندي توقيع اتفاقية مجلس الشراكة الاستراتيجي بين البلدين خلال منتدى الاستثمار السعودي الهندي، وتوقيع اتفاقيات مشتركة بين البلدين، حيث بلغ عدد الاتفاقيات التي جرى توقيعها أكثر من 20 اتفاقية، ومن المتوقع أن يصل عدد الاتفاقيات الموقعة إلى نحو 40 اتفاقية.
حضر مجلس الشراكة الاستراتيجي، وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد العيبان، ووزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ووزير المالية محمد الجدعان، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ووزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، والمستشار بالديوان الملكي محمد التويجري، وسكرتير ولي العهد الدكتور بندر الرشيد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند صالح الحصيني، وأعضاء المجلس من الجانب الهندي.
بعد ذلك شرف ولي العهد مأدبة الغداء التي أقامها دولة رئيس وزراء الهند تكريماً له.
وفي نفس السياق، انطلقت أعمال منتدى الاستثمار السعودي – الهندي، على هامش زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الحالية للهند، بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية بين البلدين.
وقال وزير الاستثمار خالد الفالح، إن نمو اقتصادَي السعودية والهند يسيران بوتيرة سريعة، كما أنهما قادا نمو اقتصاد G20 بعد جائحة "كورونا"، مبينا أن مجموعة "بريكس" أصبحت المحور الأساسي لدول الجنوب العالمي.
وأشار إلى أن الرياض ستكون من أكبر 10 مدن في العالم من حيث النمو الاقتصادي، كما أنه يرى الهند شريكا رئيسيا ونحن نبدأ برنامجنا الفضائي الخاص، لافتاً إلى أن الهند والمملكة رفعتا مستوى الشراكة في مجال الطاقة الهيدروكربونية لشراكة شاملة.
"الفالح": المملكة تمتلك الموارد والمهارات والرؤية الطموحة
وأضاف أن المملكة تمتلك الموارد والمهارات والرؤية الطموحة، وهناك العديد من الفرص الكبيرة للقطاع الخاص بين البلدين، مشيراً إلى أن الممرات الخضراء ضمن رؤية المملكة 2030 المستقبلية، كما أنها ستكون نقلة نوعية لربط الخليج بالهند.
من جهته، أبرم بنك التصدير والاستيراد السعودي مذكرة تفاهم مع بنك التصدير والاستيراد الهندي، بهدف تطوير أوجه التعاون المشترك، من أجل تمكين تصدير المنتجات والخدمات بين البلدين، وتعزيز حضورها في السوقين السعودي والهندي.
ووقّع المذكرة الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي المهندس سعد الخلب، والمدير العام لبنك التصدير والاستيراد الهندي ديفيد سينات، حيث تشمل مجالات التعاون تصدير المنتجات والخدمات، وتبادل المعلومات والخبرات، ودعم المشاريع المشتركة واستكشاف الفرص، وريادة الأعمال، وكذلك التمويل، وتمديد خطوط الائتمان، وإصدار الضمانات.
وأوضح المهندس الخلب أن مذكرة التفاهم تأتي ضمن السعي المتواصل لمد جسور التصدير والاستيراد وتسهيل التبادل التجاري مع الأسواق الإقليمية والعالمية، وامتدادًا للشراكة الإستراتيجية والعلاقات التجارية التاريخية بين المملكة والهند، مؤكدا سعي البنك لمواصلة عقد المزيد من الاتفاقيات والشراكات لبناء شبكة علاقات دولية واسعة، تتيح تنويع فرص التمويل.
كما أبرم بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، اتفاقية تعاون مشتركة مع بنك الهند لتنمية الصناعات الصغيرة "SIDBI"، وذلك بالتزامن مع أعمال المنتدى السعودي الهندي للاستثمار في نيودلهي.
وتُحقق الاتفاقية أحد أهداف بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر استقطاب التجارب الناجحة والنماذج الاستثنائية في مجال تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الحصول على التمويل المناسب وتحقيق الاستقرار والنمو.
وكان وليّ العهد قد ترأس وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين، ويزور الهند استجابةً لدعوة من رئيس وزراء الهند، وذلك لبحث العلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعقد اجتماع مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي الهندي.
يشار إلى أن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، قد أعلن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مشيراً إلى أن المشروع سيسهم في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل السكك الحديدية، وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، ومد خطوط الأنابيب والتصدير، واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمية.