فقد الإعلام الرياضي السعودي واحدًا من أهم أعلامه التاريخية وهو المعلق الرياضي "محمد رمضان"، الذي وافته المنية الاثنين عن عمر يناهز 90 عامًا بعد معاناة مع المرض.
وكان المعلق الراحل "محمد رمضان" من أشهر المعلقين العرب ووصف بـ "شيخ المعلقين" في المملكة كونه عاصر طوال مسيرته التي امتدت لـ7 عقود رواد الرياضة وعايش الأحداث والمسابقات الكروية السعودية كأول معلق عبر موجات الأثير منذ انطلاقة منافساتها الرسمية الأولى عام 1377هـ.
ولد "محمد رمضان" في مكة المكرمة عام 1358 هـ "1933 م" فيما أكمل دراسته بالرياض وكان من أوائل طلبة العلوم السياسية قبل أن تغلب هوايته الرياضية على مسيرته، إذ إنه بدأ مبكرًا مسيرة رياضية كلاعب في صفوف فريق النصر بمكة المكرمة عام 1370 هـ.
بدأ "شيخ المعلقين" خطواته الإعلامية محررًا بجريدة قريش ثم البلاد السعودية وكان المشرف على صفحتها الرياضية رائد النقاد الرياضيين الشريف محمد بن شاهين "رحمه الله".
في عام 1378هـ التحق رمضان بالدراسة في جامعة الرياض وعرض عليه مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد فكرة العمل الإداري بناديه عام 1379هـ فوافق وكلفه بمسؤولية شؤون العلاقات العامة بالنادي ثم دخل عضوا في ثاني مجلس إدارة هلالي شكل في موسم 82-1383هـ ثم عين أمينًا عامًا للنادي.
كان لـ "رمضان" طوال عقد الثمانينيات الهجرية تجارب في الأعمال الصحفية والرياضية كمعلق وحكم وإعلامي امتهن الكتابة الصحفية والنقد الرياضي فكان أول رئيس للقسم الرياضي "دنيا الرياضة" بجريدة الرياض لدى صدورها لأول مرة في 1/1/1385هـ بطلب من مؤسسها الشيخ حمد الجاسر إذ عمل معه في اليمامة قبل تحوله للرياض ثم تنقل في العمل بين أكثر من مطبوعة وتخللها عمله في سلك التحكيم.
بدأ "محمد رمضان" رحلته مع التعليق في برنامج الأطفال بإذاعة مكة المكرمة في الفترة الصيفية منتصف السبعينيات الهجرية وكان متيمًا بالمعلق المصري الشهير "محمد لطيف" وكان يقلده داخل استوديو الإذاعة فسمعه في إحدى المرات مدير الاستوديو الأديب والشاعر طاهر زمخشري، حيث عرض عليه العمل كمعلق وكانت البداية في مباراة بين الوحدة والاتحاد.
وعن إعجابه بالمعلق المصري الراحل "محمد لطيف" قال محمد رمضان في حوار سابق: "في الوقت الذي كان فيه الناس مغرمين بأم كلثوم، كنت أنا متيمًا بالمعلق العربي الكبير الكابتن محمد لطيف فدخلت التعليق من باب الإعجاب والتقليد وعشقي للرياضة. وما زلت حتى اليوم أعاني هذا العشق فقد أصابتني الجلطة الأولى في ماليزيا عندما كنت أعلق على مباراة المنتخب مع الصين وكان منتخبنا متقدما 2-0 وفي خلال 16 دقيقة أمطر الصينيون مرمانا بأربعة أهداف فأصبت فنقلوني بطائرة خاصة. وأصبت بالجلطة الثانية عندما مزق العراق مرمى منتخبنا في دورة الخليج الرابعة في قطر بسبعة أهداف ويومها كان مبروك التركي يمسك باللاعب والمدافع توفيق المقرن يمسك بالكرة ففقدت الوعي ووجدت نفسي في المستشفى التخصصي".
اشتهر "محمد رمضان" بطريقته المميزة والعفوية في التعليق على المباريات التي كانت تجد القبول من الجمهور الرياضي في المملكة، ليجتمع على محبته كل الجماهير بمختلف انتماءاتهم، ولا يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعيدون نشر مقاطع فيديو لأشهر تعليقات "محمد رمضان" خلال المباريات.