أوقعت قرعة النسخة الأولى من كأس العالم لأندية كرة القدم بمشاركة 32 فريقا التي استضافتها ميامي، مانشستر سيتي الإنجليزي حامل اللقب مع يوفنتوس الإيطالي والوداد المغربي والعين الإماراتي في المجموعة السابعة ضمن دور المجموعات.
وسيواجه ريال مدريد الإسباني المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا وصاحب أكبر عدد من الألقاب في المونديال (5)، الهلال السعودي في مباراته الافتتاحية، قبل لقاء باتشوكا المكسيكي وسالزبورغ النمساوي في المجموعة الثامنة.
وسيشهد اللقاء بين فريق العاصمة الإسبانية والهلال، مواجهة تجمع بين قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي والنجم البرازيلي نيمار، اللذين شكلا ثنائيا شهيرا في باريس سان جرمان الفرنسي بين 2017 و2023.
وستقام النسخة الأولى من هذه البطولة الجديدة التي تُنظم كل أربع سنوات، والتي تعرضت لانتقادات واسعة من اللاعبين والدوريات الوطنية، في الفترة من 15 حزيران/يونيو إلى 13 تموز/يوليو المقبل في الولايات المتحدة، قبل عام واحد من كأس العالم التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
يُشارك 32 فريقا في البطولة، مقسّمة وفق التالي: 12 فريقا لأوروبا، 6 لأميركا الجنوبية، 4 لكل من إفريقيا وآسيا وكونكاكاف (شمال ووسط أميركا والكاريبي). كما سيُشارك فريق واحد من أوقيانيا، ومقعد للمضيف أي الولايات المتحدة.
وأرسل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رسالة بالفيديو أثناء الحفل أشاد فيها بتطور كرة القدم في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة.
وفي القرعة التي وصفها النجم الإيطالي المعتزل أليساندرو ديل بييرو بـ"البسيطة جدا"، في إشارة ساخرة إلى التعقيد في مسابقة دوري أبطال أوروبا بحلتها الجديدة، وقع باريس سان جرمان حامل لقب الدوري الفرنسي في المجموعة الثانية التي ضمّت أتلتيكو مدريد الإسباني وبوتافوغو البرازيلي وسياتل ساوندرز الأميركي.
ويلعب بايرن ميونيخ الألماني مع بنفيكا البرتغالي وبوكا جونيورز الأرجنتيني وأوكلاند سيتي النيوزيلندي في المجموعة الثالثة، فيما يلتقي كل من إنتر ميلان بطل إيطاليا ووصيف دوري الأبطال عام 2023، مع ريفربليت الأرجنتيني ومونتيري المكسيكي وأوراوا ريد دايموندز الياباني في المجموعة الخامسة.
وفي المجموعة الأولى، سيلعب إنتر ميامي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مع الأهلي المصري، بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.
أما في المجموعة الرابعة، فيلتقي تشلسي الإنجليزي مع الترجي التونسي وليون المكسيكي وفلامنغو البرازيلي، في حين يواجه بوروسيا دورتموند وصيف دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية، فلوميننسي البرازيلي افتتاحا، وأولسان الكوري الجنوبي وماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي.
سيكون نظام كأس العالم للأندية العام المقبل شبيها بما استخدم في مونديال المنتخبات بين 1998 و2022.
يتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى دور الـ16، حيث ستقام الأدوار الإقصائية من خلال مباراة واحدة وصولا إلى النهائي، فيما لن تقام مباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع.
وستحتضن 12 ملعبا 63 مباراة في عموم الولايات المتحدة. يتقدم ملعب هارد روك في ميامي الملاعب المضيفة من خلال احتضان المباراة الافتتاحية للبطولة بين إنتر ميامي وبالميراس، فيما سيكون ملعب ميتلايف في نيوجرسي/نيويورك مسرح المباراة النهائية.
- انتقادات واسعة - تقام النسخة الجديدة من مونديال الأندية وسط لا مبالاة من هيئات كبرى وانتقادات واسعة النطاق، حيث يخشى كثيرون من عواقب ازدحام المباريات وتأثيرها السلبي على اللاعبين.
تقدمت هيئات كبرى تمثّل لاعبي كرة القدم والأندية في أوروبا في تشرين الأول/أكتوبر بشكوى إلى المفوضية الأوروبية تتهم فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإساءة استخدام موقعه، وذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على روزنامة المباريات الدولية وتوسيع البطولات.
حجة هذه الهيئات أن العديد من اللاعبين البارزين سيضطرون إلى المشاركة في وقت كان من الممكن أن يحصلوا فيه على فترة راحة طويلة قبل الموسم الجديد الذي يسبق أيضا كأس العالم الموسعة المكونة من 48 منتخبا عوضا عن 32 والمقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف 2026.
واتهم تقرير صادر أخيرا عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) الاتحاد الدولي بتعريض صحة اللاعبين للخطر بسبب الروزنامة المزدحمة، في حين أثار بعض اللاعبين البارزين احتمال الإضراب للاحتجاج على ضغط المباريات.
وأعرب أكثر من لاعب بارز عن إحباطهم من جدول المباريات المزدحم الذي لا يترك لهم فرصة للخلود إلى الراحة المطلوبة في نهاية الموسم.
حذّر نجم مانشستر سيتي الإنجليزي ومنتخب إسبانيا رودري الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من أن اللاعبين "على وشك" الإضراب مشيرا إلى المتطلبات التي فرضتها مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسعة هذا الموسم، تليها كأس العالم للأندية "إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون لدينا خيار آخر (غير الإضراب)" مشيرا إلى "أنه أمر يقلقنا".
لكن فيفا رد على الانتقادات بقوة، وأصرّ على أن جدول أعماله تمت الموافقة عليه من قبل مجلس فيفا بعد التشاور مع جميع القارات بما في ذلك أوروبا وكذلك الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين وروابط الدوري.
كما انتقد الاتحاد الدولي بطولات الدوري في أوروبا التي عارضت البطولة، واتهمها بـ"التصرف بمصالح تجارية ذاتية ونفاق" وأضاف: "يبدو أن هذه الدوريات تفضّل روزنامة مليئة بالمباريات الودية والجولات الصيفية التي غالبا ما تنطوي على سفر مكثّف حول العالم".
