قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوجه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة، بغض النظر عما إذا كان من السلالة الجديدة أو القديمة، ليس وباء جديدا مثل كوفيد 19، إذ إن السلطات تعرف كيفية السيطرة على انتشاره.
وأضاف كلوجه في مؤتمر صحفي: "يمكننا، بل يجب علينا، أن نتصدى لمرض جدري القردة معا".
100 إصابة جديدة بالسلالة الفرعية 2 كل شهر في أوروبا
وجدري القردة عدوى فيروسية ينتج عنها بثور يملؤها القيح، وتشبه أعراضه أعراض الإصابة بالإنفلونزا، وعادة ما تكون خفيفة ولكن يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
وأثارت السلالة الفرعية 1 من جدري القردة قلقا عالميا لأنها تبدو أسرع انتشارا خلال الاتصال الروتيني عن قرب. وتأكدت إصابة واحدة بالسلالة الجديدة الأسبوع الماضي في السويد وارتبطت بتفشي المرض المتزايد في أفريقيا.
وقال كلوجه إن التركيز على السلالة الفرعية 1 الجديدة يمنح أوروبا فرصة لإعادة التركيز على السلالة الفرعية 2 الأقل خطورة، وهو ما يتضمن تقديم المشورة والمراقبة بشكل أفضل في مجال الصحة العامة.
وأضاف أن نحو 100 إصابة جديدة بالسلالة الفرعية 2 تُسجل تقريبا حاليا كل شهر في أوروبا.
فيما أوصت منظمة الصحة العالمية الدول التي سجلت إصابات بسلالة جديدة من جدري القردة بإطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تم رصد المرض فيها.
ودفع تزايد عدد الإصابات بجدري القردة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، مدفوعا بالسلالة "1 بي" التي سُجلت كذلك في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، بمنظمة الصحة العالمية إلى إعلان المرض "طارئة صحية عامة تسبب قلقا دوليا" في 14 أغسطس، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.
أودى جدري القردة بحياة 570 شخصا في الكونغو
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية العامة في عام 2022 عندما تفشى الوباء عبر السلالة "2 بي" في جميع أنحاء العالم.
وتم رفع أعلى مستوى من التأهب في مايو 2023، لكن منظمة الصحة العالمية أوصت جميع الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية أو الحفاظ على قدرات المراقبة.
وقالت المنظمة إن هذه التوصيات لا تزال سارية لكنها أضافت يوم (الاثنين)، توصيات تستهدف "الدول التي تشهد تفشيا للوباء، بينها جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا".
كما أصدرت المنظمة توصيات من بينها "إطلاق خطط للنهوض بأنشطة التطعيم ضد الجدري في المناطق التي تم فيها رصد إصابات، واستهداف الأفراد المعرضين للعدوى بشكل كبير (مخالطي المرضى والمتصلين جنسيا والأطفال والعاملين في مجال الرعاية الصحية).
كما دعت البلدان المتضررة إلى إنشاء أو تعزيز آليات لتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ على المستويين الوطني والمحلي، وتعزيز مراقبة الأمراض ورصدها، والتمييز بين السلالات وإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن الإصابات "في الوقت المناسب وبشكل أسبوعي".
وفي هذا السياق، أعرب وزير الصحة في جمهورية الكونغو الديموقراطية سامويل-روجيه كامبا عن أمله في تلقي الجرعات الأولى من اللقاحات ضد وباء الجدري الأسبوع المقبل.
وأودى المرض في الكونغو الديموقراطية بما لا يقل عن 570 شخصا.
وقال مسؤول في وحدة الاستجابة فضل عدم الكشف عن هويته إن بلاده التي تُعد نحو 100 مليون نسمة، "تعتزم تطعيم 4 ملايين شخص، من بينهم 3,5 مليون طفل".
وأعلنت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي السبت أنّه تمّ تسجيل إجمالي 18737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القردة منذ مطلع العام في إفريقيا.