توقع الباحثون، أن تصبح الأمراض المنقولة بالمياه أكثر احتمالية في ظل الاحتباس الحراري، ويمكن لدرجات الحرارة المرتفعة توسيع نطاق بعض الطفيليات والبكتيريا، وذكروا أبرز 7 أمراض مرعبة تنتقل بالماء.
مضخة المياه هي سبب تفشي الكوليرا
وأولها الكوليرا فقد كشف الطبيب جون سنو الرائد في علم الأوبئة الحديث أن مضخة المياه بشارع برود في منطقة سوهو هي سبب تفشي الكوليرا في عام 1854، وبإغلاق المضخة توقف انتشار المرض الذي يؤدي للإسهال والقيء، يليه الجفاف والصدمة التي تسبب الوفاة السريعة ويمكن علاجه بمحلول الإماهة الفموي، وهو عبارة عن ماء نظيف وسكر وملح.
ولا يزال ضحايا الكوليرا يتساقطون حتى اليوم فمن بين 1.3 مليون إلى 4 ملايين حالة إصابة بسبب الكوليرا يتوفى منهم حوالي 21 ألفاً إلى 143 ألف حالة ويمكن الوقاية من وفيات الكوليرا من خلال الصرف الصحي المناسب والوصول إلى المياه النظيفة.
ويحدث التهاب السحايا الأميبي الأولي وهو مرض نادر وخطير بسبب الأميبا "نيجلرية دجاجية"، التي تعيش في البحيرات العذبة والأنهار والينابيع الساخنة وتزدهر مع درجات حرارة المياه عند 35 إلى 45 درجة مئوية وتدخل للجسم عندما يقفز السباحون أو يغوصون في المياه الملوثة بالأميبا.
يموت أكثر من 97% من المصابين بالتهاب السحايا الأميبي
ويموت أكثر من 97% من المصابين الذين لا تزيد نسبتهم في أمريكا عن 10% سنويا، فيما يصاب الناجون بتلف دائم في الدماغ وتشمل الوقاية منه تجنب دخول الماء العذب في الأنف بعدم الغطس أو بارتداء سدادات الأنف عند السباحة في الماء الراكد الدافئ.
ويحدث حمى القندس عند التصاق كائن وحيد الخلية يطلق عليه "الجيارديا الاثني عشرية" بالأمعاء ويسبب الغثيان والقيء والإسهال ويعيش في الماء أو التربة لعدة أشهر وتنتقل العدوى عند شرب مياه ملوثة، لذلك يعد الامتناع عن شرب أي ماء غير معالج أفضل وسيلة للوقاية منه فيما يعالج المصابون بمضادات الطفيليات والمضادات الحيوية.
وتسبب الأميبا الشوكمبية التي تنتشر في كل المياه العذبة والبحار عدوى في العين تسمى التهاب القرنية ويمكن ان تواصل الانتشار إلى الجلد أو الأنسجة الأخرى لتصل للمخ أو النخاع الشوكي تُعرف باسم التهاب الدماغ الحبيبي الأميبي وتؤدي إلى الوفاة في الكثير من الحالات وترتبط بشطف الأنف لالتهاب الجيوب الأنفية بماء غير معقم أو مقطر لدى مرضى جهاز مناعي ضعيف.
تقلصت عدد الحالات المصابة بمرض دودة غينيا لـ "14" حالة فقط
تقتل حمى التيفوئيد ما يقدر بـ 110.000 شخص سنويا وتحدث بسبب بكتيريا السالمونيلا المعوية التيفية، كما تسبب الحمى وآلام البطن وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والإمساك وتعالج بالمضادات الحيوية، ولا تظهر الأعراض على 1% إلى 4% من المصابين ولكن يعدون ناقلين للمرض ويوجد لقاحات ضد الحمى، كما توصي منظمة الصحة العالمية للوقاية منه بتجنب شرب الحليب الخام وغير المبستر.
يحدث التهاب اللفافة الناخر عند الغطس في البحيرة العذبة أو في المحيط بجرح مفتوح فتدخل مجموعة متنوعة من البكتيريا العنقودية الذهبية والعقدية، التي تهاجم الأنسجة الرخوة في الجرح وقد تتحول البكتيريا إلى "آكلة للحوم" ويعاني معظم المصابين من ضعف في جهاز المناعة بسبب مرض السكري كما يوصي الأطباء للوقاية منه بعدم الدخول إلى المسطحات المائية عند وجود جرح مفتوح، خاصة لمن يعاني من حالة تضعف استجابته المناعية.
ويصيب مرض دودة غينيا بسبب دودة "دراكونكولوس ميدينينسيس" المناطق الريفية في أنغولا وتشاد وإثيوبيا ومالي والسودان، بسبب مصدر مياه الشرب من البرك أو مصادر المياه الراكدة عن طريق شرب الماء الملوث بالقشريات المتناهية الصغر التي تناولت يرقات الدودة ثم تواصل اليرقات نموها في الجسم، ليصل طول البالغ منها لمتر.
ولحسن الحظ المرض على وشك الاندثار فقد تقلص عدد الحالات المصابة به لـ "14" حالة فقط من 3.5 مليون حالة بشرية سنويًا في 20 دولة في منتصف الثمانينيات يعود ذلك للجهود الدولية لتحسين الصرف الصحي للمياه وعلاج مرض دودة غينيا.