ارتبط بفتوحات الملك عبد العزيز وتوحيد المملكة، فن أدائي يجمع بين الرقص ودقّ الطبول والأهازيج. يمثل جزءًا مهما من إرث الوطن منذ توحيد المملكة 1932 حتى الآن، هوية سعودية وطنية باقية في ذكريات الملوك والشعب، إنها العرضة السعودية.
رقصة شعبية بدأت كونها أحد أهازيج الحروب الحاضرة في مناسبات الملوك والأمراء والأعياد، وتعد هي الرقصة الرسمية، تعبر عن الفرح والانتماء والولاء للوطن والسلام وهي أشبه بتجديد الولاء للملك.
يتم إلقاء أبيات شعرية معينة والرقص بالسيف، ومن أهم أدواتها الراية والسيف وزي العرضة السعودية والطبول.
قبل بدء العرضة يقوم رجل واحد يُسمّى الحوربة بقول بيتين أو ثلاثة ثم يلبي له الحاضرون بقولهم "أبشر أبشر "، وفي الماضي كانت في الأصل تقام لجمع المحاربين والاستعداد لقيام الحرب، يضع الرجل يديه على أذنيه ويرفع الأكتاف ليصل مدى صوته إلى الجميع بقوله "حورب يا فلان" ولهذا السبب سمي بـ"المحورب".
تركز العرضة السعودية على أداء الأهازيج بتكرارها اعتمادًا على الكورال في صف واحد، وفي نفس الوقت استخدام إيقاعات على الطبول، يُطلق على الكبيرة منها التخمير والصغيرة التثليث، ويتوسطهم حامل العلم أو ما يسمى حامل البيرق.
في صفٍ متلاحم يردد أشهر قصائد العرضات ، "مني عليكم ياهل العوجا سلام " للشاعر محمد العوني، وقصيدة الشاعر فهد بن دحيم "نجد شامت لأبو تركي وأخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها".
وزي العرضة متنوع ومختلف، منها "الزبون" وهو من الأزياء المندثرة، وتشبه في الوقت الحاضر "الدقلة" في تصميمها، و"الجوخة" وهي لباس الفرسان من قماش الجوخ، بالإضافة للدقلة وهي من الأزياء المعتمدة في العرضة في وقتنا الحالي.
إضافةً إلى زي "الفرمليه"، وهو معطف له أكمام طويلة يُصنع من الجوخ وقديما كان يلبسه الأمراء وخُصص حاليا لقارع الطبول، و"المرودن" وهو ثوب خفيف من قماش الكتان يُلبس تحت الأزياء.
ولأن العرضة رقصة حرب فلا يكتمل زي المحارب بدون الخنجر، وكان قديما حين يسمع المنادي بالعرضة يأتي الرجل بما يملك من سلاح أو بندق أو خنجر ويلبّي طامعاً في نصر التوحيد.
وفي عام 2015 أدرجت العرضة السعودية ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي؛ كونها تمثل الثقافة والهوية الوطنية السعودية الشعبية الخاصة.