اختيرت المملكة لتقديم الخطاب الرئيسي الافتتاحي لمنتدى التنقل الجوي، من بين أكثر من 75 دولة؛ نظير دورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص، والطيران المدني الدولي بصورة عامة، وترسيخاً وتعزيزاً لريادتها العالمية في مجال صناعة الطيران؛ إذ تُعد بوابة للعالم ووجهة عالمية للتجارة والسياحة، لموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين 3 من أهم قارات العالم آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.
أكدت المملكة ضرورة العمل لتحقيق حقبة جديدة من الطيران للعالم
وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، خلال خطابه في المنتدى الذي يُقام بمدينة مونتريال الكندية، خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر، ضرورة العمل لتحقيق حقبة جديدة من الطيران للعالم، وتبادل المعرفة ومواجهة التحديات وبناء شراكات من شأنها توفير إنجاح تقنيات التنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم.
وتناولت المملكة خريطة طريق التنقل الجوي المتقدم التي أطلقتها الهيئة في وقت سابق من العام الجاري، والتي شملت رؤية إستراتيجية تتوافق مع الإستراتيجية الوطنية للطيران؛ حيث تُعد هذه الخريطة إعلاناً للتغيير الشامل في مجال الطيران، والذي يركز على 7 محاور رئيسية، هي: اعتماد الحلول التقنية، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الحوكمة الشاملة، وبناء الثقة، وجذب الاستثمارات، ووضع اللوائح والأنظمة، وتمكين رأس المال البشري،
وأشارت إلى إقامة النسخة الثالثة لمؤتمر مستقبل الطيران 2024م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الفترة 20 - 22 مايو 2024، إذ شهدت هذه النسخة نجاحات استثنائية، أبرزها مشاركة 7 طائرات نقل جوي متقدم في المعرض المصاحب للمؤتمر؛ وتُعد الأكبر من حيث عدد مشاركات الطائرات من هذا النوع في العالم.
استعرضت المملكة خطط تدريب المواهب المحلية بمجال الطيران
واستعرضت المملكة أيضًا تجربة التاكسي الجوي التي أجرتها الهيئة خلال موسم الحج في يونيو الماضي، كمثال على الدور الذي يمكن أن يلعبه التنقل الجوي المتقدم في مختلف مناحي الحياة، وضرورة توسيع نطاق هذه التكنولوجيا، لتمكين ومساعدة ملايين الحجاج الذين يأتون لزيارة الأماكن المقدسة كل عام.
وتطرقت إلى خطط مستقبلية لإنشاء مركز للقدرات بحلول عام 2028، يهتم بتدريب المواهب المحلية، وجذب أبرز العقول والكفاءات من جميع أنحاء العالم.
ومنحت منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" خلال المنتدى، المملكة جائزة مسابقة الأوراق الأكاديمية العالمية للتنقل الجوي المتقدم، لطلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، بعد تقديمهم ورقة عمل بحثية تتناول مدى كفاءة الشبكات غير الأرضية في توفير التغطية الاتصالية لمركبات النقل الجوي المتقدم، ومقارنتها مع كفاءة أبراج الهواتف المحمولة التقليدية.
وتستعرض الورقة نموذجًا مبتكرًا لمحاكاة خط البصر بين الطائرات المتقدمة والمركبات الذكية على الطرق في المدن المزدحمة، حيث يدمج التضاريس الحضرية وديناميات المركبات للحصول على توقعات أكثر دقة، من خلال محاكاة واسعة ونماذج مدن واقعية.
وتعكس هذه الخطوات التزام المملكة بدمج التقنيات المتقدمة في شبكة النقل الخاصة بها كجزء من رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى مضاعفة عدد الركاب السنوي ليصل إلى أكثر من 300 مليون بحلول نهاية العقد، مع اعتبار السياحة ركيزة أساسية لإستراتيجيتها في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، من خلال التقدم في نماذج النقل الجوي المتقدم والتنقل الجوي الحضري، ودورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص والطيران المدني الدولي بشكل عام.
وتأتي الجائزة تأكيداً لإمكانات المملكة بمجال التنقل الجوي المتقدم، ونجاح خططها لدمجه وتمكينه، بما يتماشى مع أهداف المملكة الطموحة للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2060، ويعزز التزام المملكة بالأبحاث المتقدمة، ويكمل استثماراتها في الطائرات ذات الإقلاع والهبوط العمودي.
ويُقام منتدى منظمة الطيران المدني الدولي حول التنقل الجوي المتقدم، للمرة الأولى في مونتريال، بكندا، من 9 إلى 12 سبتمبر، بهدف الجمع بين رواد مجال الطيران المدني العالمي، والأوساط الأكاديمية والحكومية، والمنظمات الدولية في مجال التنقل الجوي المتقدم، بالإضافة إلى أنظمة الطائرات من دون طيار، لتوفير منصة لتبادل المناقشات والخبرات وبحث أفضل الممارسات، والدروس المستفادة، والتحديات ذات الصلة.