أطلقت المملكة العديد من الإستراتيجيات والمبادرات في مجالات البيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي، ومنها الإستراتيجية الوطنية للبيئة، ومبادرة السعودية الخضراء، والتي تمثل نموذجًا قويًا لالتزام المملكة بحماية البيئة، إضافة إلى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وإسهام المملكة في الجهود الإقليمية والدولية في مجال التنمية المستدامة والأمن الغذائي.
المملكة تتبنّى رؤية واضحة للتغيرات البيئية
وتتبنّى المملكة رؤية واضحة وفهمًا عميقًا للتغيرات البيئية التي تجتاح العالم، وتدرك حجم التحديات المتعلقة بفقد الغذاء والماء التي تمس العديد من الدول حول العالم، إذ أطلقت إستراتيجية للأمن الغذائي، بالإضافة إلى تأسيس الهيئة العامة للأمن الغذائي؛ بهدف تقليل الفقد والهدر الغذائي بنسبة 50%.
وتمثل الاستدامة البيئية عنصرًا أساسيًا في تحقيق الازدهار والتقدم الاقتصادي، وهي جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة للإسهام في حل تلك التحديات البيئية وتعزيز استدامة موارد الغذاء والماء على الصعيدين الوطني والعالمي.
وأفاد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة، الدكتور أسامة فقيها، خلال كلمته في جلسة حوارية بعنوان "التعاون حول الموارد المشتركة الماء والغذاء والأرض والمحيطات" أن التحديات البيئية تمثل تحديات عالمية ملحّة، مثل ازدياد معدل استهلاك المياه والطاقة على مستوى الأفراد، والتأثير الضار للعادات البيئية السيئة في المجتمعات، ولاسيما أن أكثر من 99% من الأغذية التي نستهلكها حول العالم يتم إنتاجها باستخدام الموارد الزراعية، مما يؤكد أن تدهور الأراضي سيؤثر بشكل كبير على توفر حاجتنا من الغذاء.
وطالبت المملكة خلال الجلسة - المقامة ضمن أعمال أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023م، الذي تستضيفه المملكة بالتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ - بتعزيز دور الخبراء والأكاديميين والعلماء المختصين، في الإسهام في زيادة الوعي المجتمعي نحو تلك التحديات، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص وأصحاب المصلحة والحكومات، لتجنب المخاطر البيئية ووقف الهدر في الموارد البيئية حول العالم.
يُذكر أن العالم فقدَ حوالي 30% من الشعب المرجانية، والتي تعد من أهم العناصر المعززة للتنوع الأحيائي، والمصادر السمكية، واستدامة الحياة للكائنات البحرية، نتيجة التلوث، فيما وصلت نسبة الفقد والهدر الغذائي على مستوى العالم إلى حوالي 30%.