يقال، إذا مات شاعرٌ في مكان ما من هذا الوجود، ماتت في مكانٍ آخر شجرة، وتساقطت أوراقها قبيل الفجر. وإذا مات شاعرٌ انطفأت نجمةٌ وتخاصم حبيبان، وضاع خاتمٌ، وأصبحت الدنيا أقلّ.
الألمعي أيقونة ثقافية بالسعودية والعالم العربي
تنطبق تلك الأسطر، على ابن محافظة رجال ألمع الحالمة، الشاعر والأديب محمد زايد الألمعي، الذي ذهب ضحية غدر جلطةٍ دماغية، أخذته لدار الآخرة، بعد صراع مع المرض، دام لبرهة من الزمن، بعد أن خلف إرثاً كبيراً من الأدب، والشعر، حوله إلى أيقونةٍ ثقافية في السعودية والعالم العربي على نحوٍ سواء.
الألمعي الذي بدأ حياته معلماً، ومرّ خلال تجربةٍ معاصرة يشار لها، وضع بصمته الأخرى في عالم الصحافة، وهو الذي كان له دورٌ بارز في تأسيس صحيفة "الوطن" السعودية، وعمل أيضاً في الصفحات الأدبية في صحيفة "البلاد".
ابن البيئة الزراعية الراحل، درس الزراعة في فترة من حياته
ابن البيئة الزراعية الراحل، درس الزراعة في فترة من حياته بجامعة الملك عبد العزيز، لتشكل الحقائب التعليمية التي مر عليها، شخصيةً مختلفة، جمعت بين حب الأرض، والشعر، والبراعة في الالتقاطات المتفردة.
صدقاً وبكل تجل، كما يقول عبد الله ثابت؛ إذا مات شاعرٌ أُوصدت نافذة، وبكت خلفها الفتاة والسقف والوسادة، وإذا مات شاعرٌ تنسى القهوةُ المواعيد، ويعتذر الطلّ من الزهرة، ولا يلتفت الصبح إلى وجه الحمامة، والحمامة لا تقف على طرف السور، ويمر الغروب متثاقلاً ومقطباً حاجبيه، وإذا مات شاعرٌ غصّ بنغماته الناي، ويرجع الشتاء أشد كآبة. النور والرحمة على الألمعي.