تتواصل في حي الطريف التاريخي بالدرعية فعاليات معرض "ما وراء الباب"، الذي يعرّف بتاريخ صناعة الأبواب النجدية ويبرز جمالياتها وطرق الأجداد في تصميمها، وذلك ضمن فعاليات موسم الدرعية.
"أخبار 24" زارت المعرض، الذي انطلق الخميس الماضي ويستمر حتى الرابع من فبراير المقبل، حيث رصدت أبواباً وأعمالاً فنية مختلفة لفنانين وفنانات ومختصين سعوديين، اهتموا بجمع كل ما يخص عالم الصناعة المحلية الفريدة "صناعة الأبواب".
عرض باب الروشن الذي يمتد عمره لـ100 عام
والتقت "أخبار 24" محمد السويح، وهو مختص في صناعة الأبواب النجدية، ويشارك في المعرض بخمسة أبواب، منها باب "الروشن" وهي غرفة النساء قديما في البيوت، والذي يتجاوز عمره المائة عام ويعود لجدة جدّته، حيث يقول إنه وُلد خلف هذا الباب وعاصره قرابة المائة شخص ما زالوا على قيد الحياة.
ويضيف السويح أن الدليل على ارتباط الأبواب بالثقافة المحلية والاجتماعية، هو ما نجده من اهتمام بتفاصيل أبواب "الروشن" الخاصة بالنساء، حيث نجدها مزخرفة بطريقة متناسقة وذات ألوان متنوعة ومتناغمة.
واعتبر السويح في تصريحه لـ"أخبار 24" أن الأبواب قديمًا لم تكن مجرد أبواب فقط، بل كانت دليلا ومؤشرا على المكانة الاقتصادية والاجتماعية لصاحب المنزل، فكان يعرف الناس أن صاحب المنزل ثري أو من الوجهاء من باب بيته ومجلسه. مضيفًا أن أبواب منطقة نجد جمعت بين النفعية والفنية، حيث إن أبوابهم كانت مصدرًا للأمان والجمال في آنٍ واحد.
كما يشارك السويح في المعرض بباب "الجُصّة"، وهي مكان تخزين التمر لدى المزارعين في السابق، وباب "صفّاقتين" الذي أطلق عليه الأولون "مصاريع"، وهو الذي يكون في منطقة الوسط بين البيت والمجلس، وكان صاحب البيت يعتني بصناعته وزخرفته؛ كونه قريبا من أعين الضيوف والزوار.
ومن ضمن الأبواب التي يعرضها السويح باب "المُحكمة"، وهو باب "التجوري"، أو خزنة النقود والأوراق المهمة لسكان القرية في السابق، وكان يستخدمه رجال الأعمال والتجار والقضاة سابقا في نجد.