close menu

مبادرات سعودية لمواجهة "التصحُّر"

عَبْر تشريعات تواجه تدهور الأراضي
أكد "الفضلي" أنه تم تعزيز الوعي وتضمين العمل البيئي في المسؤولية المجتمعية للشركات
أكد "الفضلي" أنه تم تعزيز الوعي وتضمين العمل البيئي في المسؤولية المجتمعية للشركات

أكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، أن المملكة تتبنى عددًا من المبادرات والتشريعات اللازمة لمواجهة تدهور الأراضي وظاهرة التصحر بمنظور شمولي متعدد الجوانب.

وأضاف "الفضلي"، خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "إحياء الأرض: الحراك من أجل إعادة إصلاح العالم" خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في العاصمة الرياض، أن المحافظة على الأراضي والمياه هدف رئيسي للمملكة، مشيرًا إلى أنه تم تحقيق نتائج مبشرة في هذا المجال نتيجة المبادرات الطموحة التي أطلقتها المملكة.

 تدهور الأراضي يمثل تحديًا عالميًا يؤثر على الجميع 

ولفت إلى أن تدهور الأراضي يمثل تحديًا عالميًا يؤثر على الجميع من خلال انعدام الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتغير المناخ، والمخاطر البيئية، وفقدان التنوع البيولوجي، وخدمات النظم الإيكولوجية.

ودعا إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للحد من تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف، واستشهد بإطلاق المملكة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتعزيز التعاون الإقليمي لتنمية الغطاء النباتي والحد من تدهور الأراضي، والمبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي تحت مظلة مجموعة العشرين، فضلًا عن استضافتها الدورة السادسة عشرة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (16COP ) في ديسمبر المقبل، مؤكدًا تطلع المملكة للعمل مع كافة الدول لتبني مستهدفات ومبادرات طموحة؛ لتعزيز التعاون الدولي للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

واستعرض بعض النجاحات التي حققتها المملكة في هذا الملف، وعلى رأسها مبادرة السعودية الخضراء، والإدارة السليمة للرعي للسيطرة على الرعي الجائر، وإطلاق برنامج لاستمطار السحب، الذي يسهم في تعزيز مصادر المياه وتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وبرنامج لإعادة تأهيل المدرجات الزراعية، بالإضافة إلى مبادرة لتعزيز إدارة الموارد المائية، ومعالجة النفايات على أسس الاقتصاد الدائري.

مبادرة السعودية الخضراء ستغطي 40 مليون هكتار من الأراضي الصحراوية الشاسعة

ولفت إلى أهمية مبادرة السعودية الخضراء، الأضخم من نوعها في المنطقة؛ كونها ستغطي 40 مليون هكتار من الأراضي الصحراوية الشاسعة، وتهدف لزراعة 10 مليارات شجرة؛ لتحسين جودة الهواء، وستسهم في تقليل العواصف الرملية، ومكافحة التصحر، وخفض درجات الحرارة.

وأشار إلى أن المبادرة تستهدف توحيد جهود الاستدامة وتسريع وتيرة العمل المناخي في المملكة والمنطقة، ومكافحة التغير المناخي وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.

ونوه بحرص المملكة على استضافة العديد من المناسبات الوطنية والإقليمية والدولية المتعلقة بحماية البيئة، ومنها تدشينها اليوم أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك؟"، للمساهمة في رفع مستوى الوعي البيئي وسط المجتمع، بهدف الحفاظ على البيئة، وتحقيق الاستدامة.

وحول جهود جذب استثمارات القطاع الخاص باستصلاح الأراضي، أكد "الفضلي" أنه تم تعزيز الوعي، وتضمين العمل البيئي في المسؤولية المجتمعية للشركات، موضحًا أن ما يقارب الـ 50% من مستهدفات المرحلة الأولى للتشجير يتم تحقيقها من خلال مساهمة القطاع الخاص في التشجير.

كما أكد أنه يجري تحفيز مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار في المشاتل، والاستثمار في المتنزهات الوطنية، مما يسهم في تنمية الغطاء النباتي، وإيجاد فرص استثمارية ودعم السياحة البيئية، في وقت يعمل فيه صندوق التنمية الزراعية على تعظيم مساهمة القطاع الخاص في التنمية الزراعية من خلال العديد من الحوافز.

من ناحية أخرى، أطلقت المملكة الحملة العالمية للإعلان عن "يوم البيئة العالمي 2024" من الرياض، للتوعية بأهمية مكافحة التصحر واستعادة الأراضي، وبناء القدرة على مقاومة الجفاف، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهو الحدث الذي تستضيف المملكة فعاليات الاحتفال كأول دولة في المنطقة.

وتهدف الحملة لتعزيز الوعي البيئي المجتمعي للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، حتى تاريخ الاحتفال العالمي به في الخامس من يونيو المقبل في الرياض.

وستسهم الحملات العالمية في دعم الجهود التي تقودها المملكة لاستعادة الأراضي، وتسلط الضوء على التزاماتها في الداخل وفي جميع أنحاء المنطقة لمكافحة التصحر، من خلال تشجير المساحات الشاسعة من الأراضي القاحلة وشبه القاحلة وإعادة تأهيلها.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات