نظمت "البحر الأحمر الدولية" بالتعاون مع "جمعية تمكين" مبادرة "ترميم السفن الشراعية"، وذلك بهدف إعادة إحياء الموروث البحري والمحافظة عليه، حيث تعتبر السفن الشراعية من أهم وسائل النقل قديمًا واستخدمت في نقل البضائع والركاب من وإلى الدول والمدن المجاورة.
ضمت المبادرة عروضا شعبية وورش عمل ومتاجر متنوعة
ونظمت الشركة المبادرة بشكل أسبوعي في يناير الماضي بسوق عامرة في مدينة أملج، واحتوت على العديد من الأنشطة للمجتمع المحلي، مثل العروض الشعبية وورش العمل التي تستهدف تثقيف وتعليم الجيل الحالي كيفية بناء السفن الشراعية وهياكلها، بالإضافة إلى متاجر متنوعة تمكينًا للأسر المنتجة في عرض منتجاتهم المحلية.
ونظمت هذه المبادرة على مدار شهرين، حيث عقدت في إطارها ورشة تعريفية مع ملاك السفن الشراعية وتعريفهم بالمشروع وأهداف المبادرة، والذين أبدوا تفاعلهم الكبير وحماسهم واستعدادهم للمشاركة والتعاون مع المنظمين، وبعد ذلك تمت العملية تحت إشراف شيخ طائفة الصيادين، أمين سنوسي، حيث تم الاتفاق مع 5 مدربين على نقل خبراتهم لجيل الشباب لتدريب 10 متدربين وتعليمهم كيفية القيام بجميع المراحل بالطريقة السليمة.
وقد ساهم بشكل فعّال "برنامج استدامة الطلب على البترول" في ضمان أفضل الممارسات تجاه الجوانب البيئية وتفعيل المبادرة مع القطاع الخاص (JOUTN)، وتوفير المواد الصديقة للبيئة بالألوان المتعارف عليها لعمليات الترميم التي تمت في الموقع بإشراف الصيادين بأنفسهم مع عائلاتهم، في مشهد بديع يعكس اهتمامهم في توارث هذه المهنة وتعليمها للأجيال القادمة.
وشهد الحفل الختامي حضور عدد من الشخصيات من هيئة التراث ومنظمة اليونيسكو، وعدد من الشخصيات البارزة في محافظة أملج، وتمثلت مساهمة "اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم"، في تولي مسؤولية تسجيل الموروث البحري لصون التراث لمهارات ترميم القوارب الشراعية التراثية، ضمن أفضل الممارسات في قائمة "اليونسكو"، والتنسيق والتيسير مع الجهات ذات العلاقة والمختصة بصون التراث غير المادي والموروث البحري.
من جانبه، قال كبير الإداريين في "البحر الأحمر الدولية"، المهندس أحمد درويش، إن إسهامات الشركة ومبادراتها التي تعمل على الحفاظ على تاريخ وإرث منطقة البحر الأحمر تؤكد أهمية المجتمع في تشكيل مستقبل وجهاتهم، لكون الثقافة المحلية اعتزازا كبيرا يضيف لهم جميعًا كوجهة سياحية تفخر بموروثها ومجتمعها، فيما أبدت مدير الإدارة الأول في تطوير المجتمع بالشركة، رشا شاووش، سعادتها بشأن الحماس والتفاعل من المجتمع حول هذه المبادرة، وهو ما يجعلهم حريصين على تنظيم وإطلاق المزيد من الأعمال والمبادرات.
يذكر أن وجهة "البحر الأحمر" بدأت في العام الماضي باستقبال طلائع زوّارها، وبدأت الحجوزات في اثنين من فنادقها، واستقبل "مطار البحر الأحمر الدولي" جدول رحلات منتظم منذ شهر سبتمبر. ستتألف وجهة البحر الأحمر عند اكتمالها بحلول عام 2030 من 50 منتجعًا، توفر ما يصل مجموعه إلى 8 آلاف غرفة فندقية، إضافةً إلى أكثر من ألف وحدة سكنية موزعة على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، بالإضافة إلى مراسٍ فاخرة، وملاعب غولف، ومطاعم ومقاهٍ، ومرافق للترفيه والاستجمام.