على الرغم من انتهاء التمديد الممنوح للمقاولين المتعثرين بمشروع مجتمع المشرقية في الرياض، لاتزال التعثرات التي تحيط بالمشروع مستمرة والحلول غائبة، في ظل تصاعد شكاوى الملاك المتضررين، التي لا تجد مصغي أو مستجيب – بحسب قولهم -.
وتعمد عدد من الملاك، فتح قلوبهم لـ"أخبار 24"، التي نبشت في الملف مرات عديدة، وأكدوا رغبتهم في رفع صوتهم بحثاً عن حلول، أو كما قالوا "أنقذونا" من هذه الأزمة.
الملاك لم يختاروا المقاولين كما ادعت الشركة في خطاباتها الإعلامية
بعد أن تعثر المقاولين الذين ألزمت "الشركة الوطنية للإسكان"، الملاك بإبرام عقود معهم ابتعدت عنهم – طبقاً للمشترين -، بل أن البعض منهم وصف الأمر بـ"التخلي عن المسؤولية"، مستنبطين ذلك، حين طالبتهم الشركة بالتوجه للقضاء، لمحاسبة المقاولين.
وبحسب مسح ميداني أجرته "أخبار 24"، التقت من خلاله من يطالبون بـ"بيت العمر"، برز تأكيد ماجد الدهمشي وهو أحد المتضررين، على أنهم لم يختاروا المقاولين، كما ادعت الشركة الوطنية للإسكان في خطاباتها الإعلامية، مؤكدا أن الشركة هي من رشحت 52 مقاولاً، واجبرتهم على التوقيع معهم.
ويتابع الدهمشي "عندما تعثر المقاولين تخلت الشركة الوطنية للإسكان عن مسؤوليتها، وأعطتنا سندات أمر، وطلبت منا التوجه للمحكمة لمقاضاة المقاولين، وهذا التصرف غير محوكم من الشركة، حيث حملت المالك جميع التبعات وأدخلت المواطن الذي كان يحلم بإمتلاك "بيت" في صراع قضائي مع مقاول متعثر رشح من قبل الشركة".
من جانبه يؤكد فيصل بن مصلح آل رشيد؛ أن الأرض وهبتها الدولة كـ"منحة"، بينما تم فرض "ألف ريال" لكل متر على الجميع، لتطوير البنية التحتية للمشروع، وهذا مخالف للأنظمة التي وضعت التطوير ضمن مسؤوليات المطور أو المستثمر، أو البلديات.
تسليم المقاول الدفعة الثالثة منذ أكثر من عام، على رغم عدم إنهاء البناء حتى الآن
أما بتال السبيعي، فشكى من عدم التزام المكتب الاستشاري بالعقود الموقعة مع الملاك، وعدم ارسال التقارير الخاصة بالمبنى، والتمديد غير النظامي، والتعدي على حقوق الملاك بالموافقة على تقليل مسطحات بناء بعض النماذج، والسماح للمقاولين بتغيير مواصفات البناء؛ كإلغاء السور الخارجي، وإلغاء الخزانات، دون إبلاغ الملاك، من خلال وسائل التواصل المعتمدة في العقود.
من جانبه يبدي مبارك محمد استغرابه من تسليم المقاول الدفعة الثالثة منذ أكثر من عام، على رغم عدم إنهاء البناء حتى الآن، متسائلاً عن عدم تجاوب الشركة مع كثير من الشكاوى، في ظل تغييب الحلول.
ويجد مشعل صفوق، أن هناك تضليل متعمد من قبل الشركة الوطنية، عبر تبني نشر معلومات غير صحيحة عن المشروع في وسائل الإعلام، حيث تم بث لقطات في أحد البرامج، تخص مشاريع أخرى لا علاقة لها بمشروع المشرقية.
الوطنية للإسكان: تم إنجاز 100% من البنية التحتية و80% من البنية الفوقية
وفي مقابل ذلك، واجهت الشركة الوطنية للإسكان، جُل ما وجه لها من تباطؤ في أداء العمل، ونفت أن يكون هناك "تعثرات"، وبررت التأخير – إن وجد – بأنه في عدد محدود من الفلل، التابعة لبعض المشترين غير القادرين بالالتزام بالدفع للمقاول في الوقت المحدد؛ مشيرةً إلى أن ما تم إنجازه من المشروع يقدر بـ"100% من البنية التحتية، و80% من البنية الفوقية".
ومنحت "أخبار 24"، الشركة حقها في الرد على ملاحظات الملاك، إذ أكدت أنها ساهمت بدعمهم، وتوكيل مكتب محاماه للتقاضي والتكفل طوعياً بجميع المبالغ المالية المترتبة على تعيين محامي ومكتب هندسي، لإثبات الحالة الإنشائية للوحدات السكنية، وهي جزء من الإجراءات القانونية لاستبدال مقاول وإدخال مقاول آخر وتم العمل بمعرفة تامة من الملاك؛ فيما رشحت مقاولين من قبلها، وأجبرتهم على التوقيع معهم، نافيةً في الوقت عينه، إلزام أحد من المشترين الإمضاء على أي مستند، إنما الكثير منهم وقعوا باختيارهم وإرادتهم.
ومن ناحية إغلاق إدارة المشروع الأبواب أمام المستفيدين ورفض لقائهم، عللت الشركة بأنها تنظم زيارات المستفيدين من المشروع، كأمر طبيعي في جميع مشاريع التطوير العقاري السكنية، وحسب إجراءات السلامة المتبعة بالكود السعودي؛ بحيث تتحمل الشركة أي إصابات عمل داخل موقع الإنشاء.