مع بداية العام الدراسي الجديد يعاني الطلاب وأولياء الأمور على السواء كثيراً للتأقلم على أجواء العودة للمدارس، وقد يتذمر كلاهما نظراً لما يلاقونه من مشقة يومية، لاسيما الاستيقاظ المبكر والمذاكرة وإعداد الواجبات وإعادة ضبط الروتين اليومي أو ما تسمى الساعة البيولوجية بما يتماشى مع مواعيد الدراسة.
الحديث عن إيجابيات المدرسة وتحديد الأهداف والطموحات وسرد قصص الناجحين
وينصح الخبراء التربويون والنفسيون الطلاب وأولياء الأمور بعدة نصائح لتحقيق العودة المُثلى للمدارس والاستفادة القصوى من الرحلة التعليمية.
- توثيق العلاقة مع طفلك: يجب تكوين رابطة وثيقة بينك وبين أبنائك، مبنية على الصداقة والثقة، غالبًا ينتج عنها راحة تامة في التحدث والتعبير عما بداخلهم، ومشاركة الصعوبات الأكاديمية وتحدياتهم الشخصية وتطلعاتهم المستقبلية.
- الحديث عن إيجابيات المدرسة: يجب على الأب والأم عدم التأفف من الاستيقاظ مبكراً لتجهيز الطفل للمدرسة أو لتوصيلها إليها، بل ينبغي للوالدين الحديث أمام ابنهم عن إيجابيات المدرسة حيث يلتقي مجدداً أقرانه ومعلميه ويقضي أوقاتاً ممتعة في المدرسة، وسيتعلمون أشياء مفيدة في الحياة.
- الانضباط: يعد الانضباط المدرسي ركيزة أساسية من ركائز التعليم، بوصفها قيمة سلوكية واجتماعية لها الدور الكبير في بناء شخصية الطالب المتكاملة تربوياً وتعليميا، فهو يساعد على إدارة الوقت ويعلم الطلاب كيفية توزيع الوقت على مختلف المهام والأنشطة، كما ينمي الانضباط المدرسي التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، ويسهم في بناء علاقات إيجابية مع زملائهم، كما يرى خبراء أن الطلاب الذين يتعلمون الانضباط المدرسي يصبحون أكثر وعيًا بمهاراتهم واهتماماتهم الشخصية.
- حقيبة مدرسية مبتكرة: تشير الدراسات العلمية بحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إلى أن ترتيب صندوق طعام الطفل بشكل ظريف يعزز إقباله على تناول الطعام، لذا يجب على الأهل الاهتمام بطرق تقديمها، ومنها تشكيل السندويتشات والخضراوات والفواكه لصندوق طعام الأطفال بطرق ابتكارية، وكذلك تحضير حافظات طعام للمدرسة مسبقاً بالتعاون مع الأطفال، واختيار الوجبات لأسبوع كامل. ويُنصح الوالدان بالاستغناء عن الكمية الكبيرة بكميات أصغر، لزيادة الفائدة الصحية، والتقليل من كمية الطعام دون زيادة على حاجة الطفل.
- تحديد الأهداف والطموحات: يجب الحديث مع الطفل عن أهدافه وطموحاته، "تريد أن تصير دكتوراً، أو تصير مهندساً، أو طيّاراً" وما إلى ذلك، وإفهامه أن المدرسة والتحصيل الدراسي الجيد هما السبيل الوحيد لتحقيق هدفه في أن يصير ما يطمح إليه في المستقبل. ويجب تشجيع الطلاب على وضع أهداف ذكية تتسم بالدقة والوضوح، وخطة عمل مقسمة على فترات زمنية خلال العام، وتنظيم الوقت وتخصيص وقت مناسب للمراجعة والدراسة.
- الاطلاع على المقررات الجديدة: يجب مشاركة الطفل مقرراته الجديدة وإطلاعه عليها ومقارنتها بالمناهج السابقة وتعريفه بما استُجد عليها.
- احترام المعلم: على الوالدين غرس حب المعلم وتقديره في نفوس أبنائهم، والالتزام بتوجيهاته في حجرة الدراسة، كونه معلمه الذي يعدّه للمستقبل كما أن ذلك من احترام الكبير.
- التشجيع على القراءة وكتابة الواجبات: يجب حثّ الطالب على القراءة كونها تنشط الذاكرة وتنمّي المهارات، وتذكيره بالأنشطة الكتابية والحسابية، وخاصة ما يتعلق باللغة الإنجليزية، والرياضيات. وفي هذا السياق تنصح خبيرة تربوية بعدم حصر المذاكرة على المكتب فقط، بل ترك الطالب يجلس في أي مكان يرتاح له حتى يتمكن من الانتهاء من واجباته.
- تجنب الهواتف والأجهزة الإلكترونية: والبعد عن "السوشيال ميديا" التي تسرق الوقت، واعتماد مكان معين وهادئ توجد فيه كل الأدوات التي يحتاجها الطالب خلال المراجعة، والتي تساعد على توفير الوقت وإنجاز العمل، مع تخصيص فترات للراحة واستعادة النشاط خلال الدراسة قد تكون من 5 إلى 10 دقائق.
- سرد قصص القادة والعلماء والناجحين: أكدت العديد من الدراسات التربوية تأثير سرد القصص في تعزيز النمو المعرفي والذكاء العاطفي والمنطق الأخلاقي لدى الأطفال، وهذا ما أكده عالم النفس الأمريكي جيروم برونر، الذي قال عن سرد القصص أنها طريقة فعالة لتحفيز الخيال وتعزيز فهم الأبناء للمفاهيم المعقدة. كما أن مشاركة قصص القادة والعلماء والناجحين في مختلف المجالات تعطي للأبناء النماذج التي يُحتذى بها، كما أنها تنمي مهارات التفكير النقدي لدى الأبناء، وهي مهارات ضرورية للنجاح الأكاديمي والتعلم مدى الحياة.
- ممارسة الهوايات: والنشاطات الاجتماعية والفردية، إذ إنها تساعد على أداء دراسي أكاديمي فعّال، وتقلل من التوتر، كما أنها تعزز الذكاء الاجتماعي لدى الطلاب، ويفضّل الاستمتاع بها في نهاية الأسبوع وكذلك الإجازات الفصلية والإجازات الطويلة.
وحددت مواقع متخصصة خطوات عملية لعودة مثالية للطلاب إلى مدارسهم، منها:
- تخصيص وقت خال من مشاهدة التلفزيون.
- الالتزام بروتين وقت النوم.
- القراءة يوميا.
- تجهيز اللوازم المدرسية.
- التعرف على المدرسة عن قُرب في أول أيام الدراسة.
- إعطاء شرح مفصل عن الفصل الدراسي لتكوين فكرة واضحة لدى الطالب.
- التواصل مع زملاء المدرسة.