تزخر منطقة الجوف، بتراث حضاري يعود لآلاف السنين، حيث تحتضن العديد من المواقع الأثرية المهمة، وتُعَد أعمدة "الرجاجيل" واحدة من أقدم المواقع الأثرية بالمنطقة وتقع في قارا جنوب مدينة سكاكا، وعمرها يصل إلى حوالَيْ 6500 عام.
ويعود سبب تسميتها بـ"الرجاجيل"، إلى أن الناظر إليها من على البعد يخيل إليه أن هذه الأعمدة المنتصبة مجموعة من الرجال يتواجدون بالموقع، وهي عبارة عن 50 مجموعة من الأعمدة مشيدة بالحجر الرملي بارتفاع 3 أمتار وسمك 60 سنتيمترًا، وفي كل مجموعة ما بين 2 إلى 10 أعمدة.
ومن أهم المعالم في مدينة سكاكا، "بئر سيسرا"، ويبلغ عمرها أكثر من ألفَيْ عام، وتقع على بُعد 200 متر من قلعة زعبل التراثية الشهيرة، والبئر منحوتة في الصخر، ويصل عمقها إلى 15 متراً، ويعود تاريخها إلى الفترة النبطية ما بين القرن الأول قبل الميلاد والأول الميلادي، وتتميز البئر بوجود فتحة في الجهة الشرقية تغذي المزارع بالمياه من خلال قناة مائية محفورة في الصخر.
قلعة "زعبل" الأثرية رمزاً معمارياً فريداً يعود تشييدها إلى الفترة النبطية
كما تعد قلعة "زعبل" الأثرية رمزاً معمارياً فريداً بالمدينة، حيث يعود تشييدها إلى الفترة النبطية ما بين القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، كقلعة حربية حصينة ولها أربعة أبراج تشرف من القمة الصخرية على محيطها وتوفر الحماية لسكاكا والطرق التجارية بين العراق والشام والجزيرة العربية التي تمر بالمنطقة.
بينما تم البناء الحالي للقلعة قبل نحو 200 عام، حيث يحيطها سور من الحجر والطين، وتحتوي في داخلها على غرفتين ومبانٍ وبيوتٍ تراثية في المنطقة التي تقع تحت القلعة.
وفي محافظة دومة الجندل، تقع قلعة مارد الأثرية على قمة جبل بارتفاع نحو 600 متر، ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وتتكون من مبان وأبراج مراقبة وقلاع، وتقع في الطرف الجنوبي للبلدة القديمة على تلٍ مرتفعٍ.
وتعمل الجهات الحكومية على تطوير التراث والعناية بالمواقع الأثرية والتاريخية بالمملكة، حيث تعمل أمانة الجوف على تنفيذ مشروعات لتطوير عدد من المواقع الأثرية والتاريخية، ومنها مشروع تطوير المنطقة المحيطة بقرية زعبل التراثية؛ بهدف الإسهام في تنمية قطاع السياحة والمحافظة على المعالم الأثرية.