لم تكد تمر ساعات قليلة على وفاة الممثل المصري "حسن يوسف"، حتى لحق به صباح اليوم التالي مواطنه ورفيق دربه "مصطفى فهمي"، لتشهد السينما العربية غروب شمس رمزين بارزين من رموزها الذين أثروا الدراما العربية بأعمالهم الفنية الخالدة.
التشابه في الرحيل الهادئ ليوسف وفهمي كان امتداداً لبداياتهما المتشابهة
24 ساعة فقط فصلت بين رحيل يوسف (90 عاماً) الذي لقب بـ"الولد الشقي" فجر أمس (الثلاثاء) نظير الأدوار التي قام بها والتي تجسد شخصية الشاب الطائش كثير المغامرات، وفهمي (82 عاماً) الذي رحل صباح اليوم (الأربعاء)، والذي اشتهر بالعديد من الأدوار الرومانسية التي أهلته لهذه النوعية من الأعمال.
التشابه في الرحيل الهادئ بين يوسف وفهمي كان امتداداً للبدايات المتشابهة للفنانين الراحلين حيث ارتبط الاثنان في بدايتهما، وكانت رحلتهما بدأت في السينما وحققا فيها نجاحاً كبيراً، ثم تحولا إلى الدراما وسجلا فيها إنجازات بارزة.
وُلد يوسف في القاهرة عام 1934 وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية ليبدأ مشواره من المسرح القومي ومنه إلى السينما التي ارتقى سلمها تدريجيا بأفلام مثل (أنا حُرة) و(هُدى) و(سوق السلاح) و(في بيتنا رجل) قبل أن يصل إلى أدوار البطولة.
وقدم في حقبتي الستينيات والسبعينيات مجموعة كبيرة من الأفلام منها (الخطايا) و(الباب المفتوح) و(للرجال فقط) و(الشياطين الثلاثة) و(مطلوب أرملة) و(شاطئ المرح) و(السيرك) و(الزواج على الطريقة الحديثة) و(فتاة الاستعراض) و(7 أيام في الجنة) و(كفاني يا قلب).
كما جسد الراحل المخضرم شخصيات دينية مرموقة في مسلسلاته أمثال (الإمام المراغي) و(الإمام النسائي) والشيخ محمد متولي الشعراوي في مسلسل (إمام الدعاة).
أما مصطفى فهمي فقد ولد في أغسطس عام 1942 وتخرج في المعهد العالي للسينما قسم التصوير، وهو شقيق الممثل حسين فهمي وحفيد محمد باشا فهمي رئيس مجلس الشورى في عهد الخديوي توفيق.
بدأ مشواره الفني مصوراً سينمائياً في أفلام (النداهة) و(أميرة حبي أنا) و(جنس ... ناعم) و(الكداب) قبل أن يقنعه المخرج عاطف سالم بخوض تجربة التمثيل في فيلم (أين عقلي)، وشارك في العديد من الأفلام منها (المليونيرة النشالة) و(الندم) و(امرأة في دمي) و(الملاعين) و(أيوب) و(أيام في الحلال) و(لصوص خمس نجوم) و(الوردة الحمراء) و(عمليات خاصة) و(أهل الكهف).
وكان الراحل "فهمي" قد خضع لجراحة دقيقة في المخ شهر أغسطس الماضي، عاد بعدها إلى منزله لكن حالته الصحية تدهورت لاحقاً، قبل أن توافيه المنية.