تتناقل الأجيال المتعاقبة من الحرفيين بمنطقة نجران صناعة الجلود، متمثلةً في المنتجات والسلع التي يتم تصنيعها باستخدام الجلد كمادة أساسية، وتشمل الأحذية، والحقائب، والإكسسوارات، والملابس، والأثاث، وكماليات السيارات، وغيرها من المنتجات متنوعة الاستخدامات.
شملت صناعات الميزب والمسبت والزمالة
وتلاقي هذه المنتجات انتشاراً واسعاً بالمنطقة وخارجها، وذلك لمتانة المنتج وجودته وجمال تصميمه، إذ تعبّر الصناعات الجلدية عن الموروث التراثي الشعبي بنجران، حيث تمثل كل قطعة قصة فريدة من الفن والحرفية والأصالة.
وتمر عملية تصنيع الجلد الطبيعي في نجران بعدة خطوات، لتحويل جلد الحيوانات من البقر، والجمال، والغنم، والماعز إلى مادة متينة ومرنة، وعملية تحويل الجلود بعدة مراحل، تشمل تنظيف الجلد وإزالة الشعر، والتخليل، والدباغة، ثم التجفيف والتمديد، وأخيراً التقطيع.
وما زال عدد من الصناعات الجلدية قائمة لوقتنا الحاضر، مثل صناعة "الميزب"؛ وهي أداة تستعمل لحمل الطفل الرضيع، وتحمل على الكتف عند الحاجة، وكذلك "المسبت" وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، و"الزمالة" وهي حاوية كبيرة تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة، وغيرها من المنتجات الجلدية الحديثة كالحقائب والإكسسوارات.
وأوضحت رئيسة جمعية "لآر" للأسر المنتجة بالمنطقة، مها السعيد، أن الصناعات التقليدية من أهم الفرص الواعدة أمام أفراد المجتمع، وذلك لتوجه الدولة بتعزيز الصناعات التقليدية بوصفها موروثا ثقافيا وطنيا، ولما تحتويه من مزايا نسبيه تتمثل في جودة المنتج وتوفر المواد الخام.
ولفتت السعيد إلى أن وزارة الثقافة تعمل على دعم الحرفيين، عبر المبادرات والبرامج التدريبية المتخصصة، وتعليمهم الحرف اللازمة لصناعة الجلود وغيرها من الصناعات التقليدية، مع توفير الدعم المالي بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعي.
كما أشارت إلى أن الجمعية نفذت في وقت سابق من العام الجاري برنامجاً تدريبياً عن صناعة الجلود، تم خلاله تعريف المتدربات على أهم أنواع الجلود التي تتمثل في جلود الأبقار والماعز، وتزويدهن بالمهارات الأساسية للصناعة.
وبيّنت أن هذه المهارات تضمنت طريقة القص الصحيحة والخياطة والتفصيل، ومهارات الدق والضغط، والحرق والرسم على الجلد لإخراج المنتج بشكل جميل، مع توظيف تراث منطقة نجران في مخرجات صناعة الجلديات بإضفاء النقوش، والرسومات، والأماكن الأثرية والتراثية على القطع الجلدية.