لا تزال العلاقة القائمة بين الإنسان والكلب "الصديق الوفي" مثاراً للدهشة، ما دفع العلماء نحو البحث عن بدايات تلك العلاقة الفريدة، التي أنتجت هذه الصيغة من التعاون.
الصداقة بين الإنسان والكلب بدأت منذ آلاف السنين
ويبدو أن الصداقة بين الإنسان والكلب بدأت منذ آلاف السنين، حيث اعتمد البشر منذ الأزل على الكلاب في القيام بأعمال مختلفة، مثل الحراسة والرعي والصيد وجر العربات، قبل أن تتطور هذه العلاقة أحيانا إلى شبه صداقة، تجاوزت في قوتها علاقات الإنسان الأخرى بالحيوان.
وقد تكون هناك حيوانات لديها مستويات مماثلة من إدراك الكلاب، لكنها لا تحظى بنفس العلاقة الوطيدة مع البشر، حيث سيكون محبو الكلاب على موعد مع إطلاق مسابقات جديدة من نوعها تحت شعار "المهرجان العالمي للكلاب" خلال فعاليات "موسم الرياض".
وسيكون المهرجان أول مهرجان في العالم يجمع 4 بطولات للكلاب في مكان واحد، حيث تقام الفعالية يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر المقبل، على أن تتضمن مسابقات كلاب السلق والرشاقة وكلاب العمل ومسابقة الجمال للكلاب، مع مشاركة أكثر من 250 كلباً من مختلف بلدان العالم.
وتُشير الرسومات والنقوش التاريخية التي وجدت في الكهوف والصخور في شبه الجزيرة العربية إلى جانب الآثار التي تم الكشف عنها مؤخراً بمنطقة العلا شمال السعودية خلال المسح الأثري الشامل والتنقيب للهيئة الملكية لمحافظة العلا ضمن مشاريع البحث والتنقيب القائمة في المحافظة، أن الكلاب رافقت الإنسان منذ أكثر من 15 ألف سنة.
وتؤكد على هذه الفكرة رسومات نقشت على جدران الكهوف في شبه الجزيرة العربية، حيث تعد هذه الرسوم من أقدم الأدلة الوثائقية على الصداقة التي كانت تربط بين الكلب والإنسان، ويبلغ عمر تلك الرسومات 8 آلاف عام على أقل تقدير.
وجد الباحثون عظاماً تعود لكلب في مدفن يعد من أقدم المدافن
وقد وجد الباحثون عظاماً تعود لكلب في مدفن يعد من أقدم المدافن التي تم تحديدها في المملكة، وهي معاصرة تقريباً لتلك المدافن المكتشفة والمؤرخة في أقصى الشمال في بلاد الشام حيث تشير الأدلة إلى أن أقدم استخدام للمدفن كان في نحو عام 4300 قبل الميلاد واستمر استخدام المدفن لفترة تزيد على 600 عام وذلك خلال فترة العصر الحجري الحديث-النحاسي، وهو الدليل الأقدم على وجود كلاب تآلفت مع سكان المنطقة القدماء في شبه الجزيرة العربية.
وعثر الفريق على 26 قطعة من عظام كلب، إلى جانب عظام 11 شخصاً، 6 بالغين ومراهق و4 أطفال، وذلك في الموقع الأول في المرتفعات البركانية، ومثّل هذا الكائن الحي أهمية كبيرة في حياة مالكه لدرجة أنه عند الوفاة تم دفنه معه، وبعد تجميع العظام لاحظ الفريق على عظام الكلب ظهور علامات التهاب المفاصل، ما يشير إلى أن الكائن الحي عاش مع البشر حتى منتصف العمر أو الشيخوخة.
وتمكنت عالمة آثار الحيوان في الفريق لورا سترولين، من إثبات أنه كان بالفعل كلباً من خلال تحليل عظمة واحدة على وجه الخصوص، من الرجل الأمامية اليسرى للحيوان. حيث كان عرض هذه العظمة 21.0 مم، وهو في نطاق أحجام كلاب الشرق الأوسط القديمة الأخرى.
وتم تأريخ عظام الكلب للفترة ما بين 4200 عام إلى 4000 قبل الميلاد، فيما تشير الفنون الصخرية الموجودة في المنطقة إلى أن سكان العصر الحجري الحديث استخدموا الكلاب في صيد الوعل والحمير البرية والحيوانات الأخرى.