امتازت المائدة الجازانية منذ القدم، بأصناف من الأطعمة والأطباق التقليدية التي ارتبطت بموروثات المنطقة، وشكلت جزءاً من ثقافتها، وفاضت بنكهات لذيذة وطعم مميز، وحافظت على استمراريتها حتى وقتنا الحاضر، محتفظة بمكانة مهمة بين مختلف الأطباق، التقليدي منها والحديث.
يطهى بالتنور من 4 إلى 12 ساعة
ويُعدّ طبق "المَزْمُوم" واحدًا من الأطباق التقليدية المشهورة منذ القدم في سهول تهامة، حيث يمتاز بطريقة مميزة في إعداد اللحم، ويضفي عليه نكهة خاصة ومميزة للغاية، وذلك بوضع اللحم بعد إضافة البهارات في إناء فخاري يُسمى "المِدْوَلة" أو "الدِّويل" أو "المَزْمُوم"، ثم يغطى الإناء ويوضع في الميفا "التنور"، حيث يكون قد وصل للاستواء بمرور الساعات الأربع الأولى، لكن الطهاة يفضلون بقاءه في الميفا لـ12 ساعة تامة، حيث يمنح ذلك اللحم النكهة المميزة والخاصة بالمزموم.
ويُضاف اللحم المزموم إلى الأرز أو بقية الأطعمة على المائدة في شهر رمضان وعلى مدار السنة، ليُشكل واحدًا من الأطباق التي تشتهر بها منطقة جازان، وتمتاز بنكهات وطعم خاص وجودة عالية، بسبب مكوناتها الطبيعية وطرق الطهي التقليدية المفضلة لدى أهالي المنطقة الذين توارثوها جيلًا بعد جيل، فيما يسعى عدد من شباب المنطقة إلى الحفاظ على تلك المأكولات والتعريف بها.
ويبرز "فريق هُنا جازان" التطوعي، وهو أحد الفرق المتخصصة للحفاظ على موروثات منطقة جازان وبخاصة الأكلات الشعبية، حيث يعمل الفريق للتعريف بأنواع الأكلات الشعبية المشهورة في المنطقة منذ القدم، وبطرق إعدادها وطهيها، والتعريف بأنواع الأواني الحجرية والفخارية المستخدمة في الطهي.
وأوضح قائد الفريق عبده المدخلي، أن الفريق يسعى عبر سلسلة من الصور والفيديوهات لتوثيق الأكلات الشعبية في منطقة جازان والتعريف بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإتاحتها أمام الجميع، مساهمة من الفريق للحفاظ على الأكلات التقليدية التي تشكل جزءاً من الموروثات الثقافية بالمنطقة.