close menu

المستطيلات الحجرية بحائل.. عبقرية التنقل والترحال

تم استخدامها لأغراض متنوعة منها الطقوس والشعائر الدينية

أفصحت هيئة التراث عن نتائج دراسة علمية حديثة أجرتها بالتعاون مع العديد من الجهات المحلية والدولية المختلفة، والتي كشفت أسرار اختيار مواقع "المستطيلات الحجرية" في منطقة حائل، والتي تعود إلى ما بين 5400 و 4200 سنة قبل الميلاد.

المستطيلات كشفت وجود أنماط محددة لتنقل الشعوب وترحالها 

وكشفت الدراسة عن وجود مجموعات متفرقة ومهمة من تلك "المستطيلات الحجرية"، مما يشير إلى وجود أنماط محددة لتنقل الشعوب وترحالها خلال تلك الفترة الزمنية.

وأوضّحت الدراسة أن حجم وانتشار هذه "المستطيلات"، يشير إلى استخدامها لأغراض متنوعة، منها الطقوس والشعائر الدينية، وممارسة العادات الاجتماعية، إضافة إلى استعمالها كعلامات استحواذ على الأراضي.

وتُعد "المستطيلات الحجرية" منشآت أثرية ضخمة تعود إلى ما بين 5400 و 4200 سنة قبل الميلاد، حيث تقع على مشارف صحراء النفود في قمم التلال، بارتفاعات تصل إلى 880 م وحتى 950 م فوق سطح البحر، ما يعطي إطلالات واسعة على المشاهد الطبيعية المحيطة، مما يشير إلى أن اختيار مواقع هذه المنشآت لم يكن عشوائياً، بالإضافة إلى دلالة قربها من مصادر المياه، والمواد الخام.

ونشرت هيئة التراث هذه الدراسة في مجلة "The Holocene"، وذلك ضمن "مشروع الجزيرة العربية الخضراء"، الذي يُعنى بدراسة تاريخ توسّع وانتشار الإنسان في شبه الجزيرة العربية خلال العصور الحجرية القديمة.

وتعتمد الدراسة على التحليل المكاني الدقيق من خلال الإحصائيات المكانية، وذلك وفقاً لأعمال المسح والتنقيب الأثري التي تمت خلال عام 2021 في مواقع الدراسة، للكشف عن الأسباب التي دفعت سكان العصر الحجري الحديث في شمال غربي الجزيرة العربية إلى اختيار مواقع "المستطيلات الحجرية" في منطقة حائل لاستيطانها.

وأجرت هيئة التراث هذه الدراسة بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية، وهي معهد ماكس بلانك الألماني لدعم العلوم، وجامعتا توبنجن وكولونيا الألمانيتان، إضافة لكلية كينجز البريطانية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، وجامعتي جريفيث وكوينزلاند الأستراليتين، بالإضافة لمعهد سميثسونيان الأمريكي، وجامعة مالطا.

وتؤكّد الدراسات التجريبية أن بناء هذه "المستطيلات الحجرية" ليس في غاية الصعوبة، حيث يمكن لعدد قليل من الأشخاص بناء مستطيل بطول 177 متراً في غضون أسابيع قليلة، أما بالنسبة للمستطيلات ذات الحجم الأكبر، فكانت تستغرق شهوراً لبنائها، ولكنها كانت تنجز في وقت أقصر إذا ما تعاون أفراد المجتمعات معاً، وذلك نظراً لتقاربها، وانتشارها الواسع، مما يعكس مهارات التنظيم والتعاون التي كانت سائدة في تلك المجتمعات.

وأشارت هيئة التراث إلى أن هذه النتائج تقدم سياقاً جديداً حول "المستطيلات الحجرية"، موضحة أن تطبيق هذا النوع من التحليل المكاني يمكن أن يقود إلى توثيق أنواع أخرى من المنشآت الحجرية، وذلك في سبيل تقديم فهم أعمق حول تنظيم وإنشاء مجتمعات العصر الحجري الحديث في شمال غربي المملكة.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات