حرص العديد من زوار مهرجان شتاء درب زبيدة، خاصةً من النساء وكبار السن، على التوقف عند متحف "للماضي أثر" المُقام في قصر الملك عبد العزيز، لإلقاء نظرة على "المقصر" موكب العروس فوق ظهر الإبل في زمن "الأولين"، لاستعادة ذكريات الآباء والأجداد.
المقصر رمز الحياة البدوية وشاهد على الفرحة الأغلى للفتاة في حياتها
"المقصر" كان يوضع على ظهر الجمل لتمتطيه النساء في زفّة العروس، كذلك كبار السن والأطفال في رحلات السفر، حيث يحميهم من تقلبات الطقس المختلفة أثناء الترحال، وعادةً ما يكون مزيناً بالألوان والزخارف.
كان المقصر بمثابة رمز للحياة البدوية، وشاهداً على الفرحة الأغلى للفتاة في حياتها، حيث يزفّها إلى بيت الزوجية، وسط الأهازيج والأغاني الشعبية وحفاوة الأهل والقرينات.
للمقصر عدة أسماء منها (القن ، والمركب، والعمارية)، وهو شبيه بـ"الهودج". ويصمم من الأخشاب سهلة التشكيل، وتقوّس من أعلى لتشكل ما يشبه القبة، والأرضية تتكون من أخشاب قوية تسمى "الشداد"، تتصف بالمتانة والقوة.
يكسى "المقصر" بنسيج من صوف أو غيره ويبطن بها، فلا يبرز من أخشابه سوى بعض أطرافه، كمقابض من الخارج لحمله وإنزاله.
وانطلق مهرجان شتاء درب زبيدة في قرية لينة التاريخية أمس، في نسخته الثالثة، بتنظيم محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، عَبْر مجموعة من البرامج والفعاليات، التي تسلط الضوء على الزمن القديم وعبق الماضي، عبر التعريف بحياة الآباء والأجداد والتراث الثقافي للمجتمعات ووسائل التنقل عندهم في الزمن القديم.
ويمتد مهرجان شتاء درب زبيدة على مدى عشرة أيام، يسلط خلالها الضوء على الحرف التقليدية والمشروعات الصغيرة، والألعاب المتنوعة للشباب والأطفال والمنافسات الرياضية والإلكترونية، والحفلات الغنائية والأمسيات الشعرية والبرامج الاستعراضية.