تعد جبال القهر في محافظة الريث شمال شرق منطقة جازان، واحدة من أحد أبرز معالم المملكة الطبيعية، وإحدى أبهى اللوحات الطبيعية، حيث تجمع بين الجمال البكر والتاريخ العريق، كما أنها تمثل وجهة سياحية مميزة لعشاق الطبيعة والمغامرة.
تشكل لوحة طبيعية نابضة بالحياة وشاهدًا على تاريخ المنطقة
وتقف جبال القهر شامخة في قلب الطبيعة البكر وعلى ارتفاعات شاهقة، لتشكل لوحة طبيعية نابضة بالحياة وشاهدًا على تاريخ المنطقة وثقافتها، ما يتيح لزوار الجبل الاستمتاع بجماله الطبيعي وتجربة مغامرة لا تُنسى وسط أجواء هادئة ومشاهد تأسر القلوب.
وتُطل تلك الجبال بارتفاعات تتجاوز 2000 متر فوق سطح البحر، وتمثل جزءًا من سلسلة جبال السروات الممتدة على طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية، مما يجعلها تحفة طبيعية فريدة.
وتتميز جبال القهر بتضاريسها الفريدة التي تشمل قممًا صخرية شاهقة وأودية عميقة، منها وادي لجب، الذي يُشكل مشهدًا بانوراميًا يجمع بين الصخور العمودية والمياه الجارية، كما تزدان المنطقة بغطاء نباتي موسمي يشمل أشجار العرعر والطلح، مما يُضفي على المكان جمالًا استثنائيًا، خاصة خلال موسم الأمطار.
وتحتضن جبال القهر نقوشًا صخرية قديمة تعكس الحضارات التي استوطنت المنطقة عبر التاريخ، حيث تشير الدراسات إلى أن الجبال كانت ممرًا هامًا للقوافل التجارية في الماضي، مما يعكس أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، وقد ارتبط اسمها بـ"القهر" نسبةً لطبيعتها الوعرة التي ألهمت أهالي المحافظة حكايات وأساطير توارثتها الأجيال.
ووفق دراسة لعضو هيئة التدريس بقسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة جازان د. زراق الفيفي، فإن الشواهد الجيولوجية في جبال القهر تدل أنها كانت مغمورة تحت مياه البحر.
واستشهدت الدراسة بوجود بقايا العديد من الهياكل والأحافير لكائنات بحرية مثل: المراجين الحجرية، وأصداف لقواقع بحرية ملتصقة على الصخور، التي تعيش عادة في أعماق البحار والمحيطات، كما عُثر على ترسبات كلسية عند قاعدة الهياكل المرجانية، وبعض الترسبات لحبيبات الملح البحري في بعض الأماكن من الطبقات الرسوبية.