بين زوايا سوق الأولين، يقف حسن بن غيث بين أقمشته النادرة.. يصافح بابتسامته قبل يديه رواد السوق، بينما يطلعهم على تاريخ كنزه الثمين الذين يعود تاريخ بعض محتوياته لمئات السنين.
الأقمشة ليست مجرد ألبسة يضعها الناس فوق أجسادهم
الأقمشة ليست مجرد ألبسة يضعها الناس فوق أجسادهم، ولكنها رموز وأشياء تحكي طبائع الناس وثقافاتهم وقصصاً من تاريخهم.. هذه هي قناعة العم حسن، وسرّ علاقته بالأقمشة.
يذكر العم حسن لـ "أخبار 24 "، أنه ورث هذا الشغف بالأقمشة والمهنة من والده وجده، مشيرًا إلى أنه يهتم بأقمشة ما قبل الثورة الصناعية؛ المصنعة بالألياف الطبيعية مثل القطن والحرير والكتان والصوف، التي كان يستخدمها سكان المملكة قبل اكتشاف البترول، وما شهده السوق السعودي بعد تاريخ 1940 من تطور ووصول الأقمشة المصنعة بالألياف الصناعية.
وبين الأقمشة الثمينة في محل العم حسن، قماش حرير كان يأتي للمنطقة العربية من الصين، وارتدته في سالف الأعوام: السلطانة شجرة الدر والأميرة قطر الندى والسيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد.
بطانيات الصوف الأصلي كانت تستورد قديماً من اسكتلندا
وأطلع العم حسن “أخبار 24“ على بطانيات من الصوف الأصلي، كانت تستورد قديماً من اسكتلندا، ليوزعها الجيش وشركة أرامكو على المواطنين، وهي أول بطانيات تجارية تأتي للسعودية.
يحكي العم حسين، أن القماش كان شحيحاً قبل الثورة الصناعية، وكان حينها قماش "الساحلي" دارجًا، وهو قماش أبيض مصدره القطن، تعتمد عليه الأسر بكاملها؛ إذ يشتري الرجل "طاقة" من هذا القماش ويقوم “بمروبعتها” له ولأولاده كغتر ليلبسوها في العيد، فيما تقدم نساء المنزل على غمر نصيبهم منها في "كركم" أو قشر رمان ليتحول إلى اللون النسائي.