"عين زبيدة"، هذا المعلم التاريخي الذي يمتد عمره لأكثر من 1200 عام، افتتحته الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من جديد، ليكون مزاراً ثقافياً وترفيهياً.
وفي الجولة التي خاضتها "أخبار 24" رفقة مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمه سابقاً الدكتور فواز الدهاس، تعرفت على قصة هذا المكان الأثري الذي يعود لأكثر من 1200 عام.
وأوضح الدكتور فواز الدهاس لـ"أخبار 24" أن السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور العباسي ضحّت بكل ما لديها من أموال من أجل أن تخدم حجاج بيت الله الحرام.
المواد المستخدمة في مشروع القناة المائية لم تكن عادية
وأكد الدكتور الدهاس قوة وعظمة البناء في ذلك الوقت؛ حيث إن مشروع القناة المائية صمد أمام عوامل التعرية المناخية لأكثر من 12 قرناً حتى الآن، وهذا يعني أن المواد المستخدمة في البناء لم تكن عادية، وإلا لما بقي هذا المشروع صامداً حتى يومنا هذا.
وأشار الدهاس إلى عبقرية البناء في مشروع "عين زبيدة"، متسائلاً: "كيف استطاع العلماء المسلمون في تلك الحقبة الزمنية أن يدرسوا انسيابية الماء في منطقة جبلية كهذه، وتأتي المياه بكل انسيابية من وادي النعمان حتى تصل إلى مكة المكرمة، وهذا لا شك أنه إنجاز للحضارة الإسلامية".
ويعد مجرى عين زبيدة من أبرز المعالم التاريخية في مكة المكرمة؛ حيث يحظى بمكانة استثنائية في قلوب المسلمين؛ إذ كانت مصدراً للمياه العذبة ومحطة استراحة للحجاج القادمين إلى مكة المكرمة. ويجسد مجرى عين زبيدة رمزاً للتاريخ والتراث الغني للمدينة المقدسة.