يزين ثاني بدر عملاق هذا العام، مساء الثلاثاء، وهو القمر البدر لشهر ربيع الأول، سماء المملكة والوطن العربي طوال الليل مقترناً بكوكب زحل ولكونه الأقرب إلى الاعتدال الخريفي سُمي بقمر الحصاد.
القمر سيصل لحظة الاكتمال عند الساعة 05:34 صباح الأربعاء
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القمر البدر في هذا الوقت من السنة يسمى "قمر الحصاد"، وهي تسمية "شعبية" تطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافة إلى أنه في سبتمبر وأكتوبر يكون وقت شروق القمر قريبا إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالٍ على التوالي في نصف الأرض الشمالي.
ولفت إلى أن القمر سيصل لحظة الاكتمال عند الساعة 05:34 صباح الأربعاء بتوقيت السعودية، ويكون بزاوية 180 درجة من الشمس، وحينها يكون قد أكمل نصف مدار حول الأرض هذا الشهر، وسيشرق قمر الحصاد من الأفق الشرقي مع غروب الشمس وقد يكون باللون الأحمر أو البرتقالي وسيصل أعلى نقطة في السماء، ولكن بعد ارتفاعه في السماء سيعود إلى حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
وبين أبو زاهرة أن قمر الحصاد العملاق بعد حلول الليل سيكون مقترناً بكوكب زحل الذي سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة, ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم لن يشاهد المنظر الجميل لحلقات الكوكب لأنها حالياً مائلة فقط بمقدار 3.7 درجة بالنسبة لنا مما يجعلها تبدو نحيلة للغاية بعكس السنوات السابقة عندما يتم كانت بزاوية ميل أوسع.
وأضاف أن قمر الحصاد العملاق كان من الأوقات المهمة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم يكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل ما يعني أن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد وأكد أن قمر الحصاد العملاق سيصل إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي مائلا نحو الجنوب وسيغرب بالأفق الغربي وهو داخل ظل الأرض (خسوف جزئي) مع شروق شمس الأربعاء محلياً.
وأشار إلى أن هذا التوقيت من الشهر مثالي لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر عبر المنظار أو تلسكوب صغير خلافاً لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس، وبين أنه خلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بنحو الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر المكتمل.