وقع أكثر من 400 عالم على رسالة مفتوحة إلى الحكومات يحثونها على تبني حظر عالمي على تجارب إدارة الإشعاع الشمسي، لما له من مخاطر، بحسب تأكيد آلان روبوك، عالم المناخ في جامعة روتجرز.
وأكد روتجرز إذا تعرض شخص ما لإغراء القيام بذلك في المستقبل، فيجب عليه أن يعرف العواقب، في الوقت الذي يتراجع فيه كثير من الناس عن فكرة الهندسة الجيولوجية الشمسية، أو إدارة الإشعاع الشمسي (SRM)، أو ما يمكن تسميته فتحة في السماء للتقليل من الاحتباس الحراري.
وتباينت الآراء حول هذا المفهوم الحديث نسبيًا، وما له من مخاطر محتملة من تأثير سلبي على طبقة الأوزون، ما دفع العلماء إلى التحذير من تجارب إدارة الإشعاع الشمسي.
إضافة الهباء الجوي إلى طبقة الستراتوسفير لتعكس بعض أشعة الشمس
فمن بين أساليب الهندسة الجيولوجية، حقن طبقة "الستراتوسفير"، وهي إحدى طبقات الغلاف الجوي للأرض بمواد تعكس أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي، باستخدام ما يُعرف بتقنية "تعديل الإشعاع الشمسي"، وتعرف هذه التقنية بـ"الحقن بالهباء الجوي"، وهي طريقة محتملة للحد من الاحترار المناخي عن طريق عكس أشعة الشمس".
وتتمثل الفكرة في إضافة الهباء الجوي عن قصد إلى طبقة الستراتوسفير لتعكس بعض أشعة الشمس، وسيكون أحد هذه المشاريع هو ضخّ مليارات جزيئات الكبريت في الطبقة العليا من الغلاف الجوي.
ويشير روبوك إلى أنَّ بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عندما اندلع عام 1991، قذف نحو 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت إلى طبقة الستراتوسفير، ما أدى إلى إحداث "مظلة الهباء الجوي" التي أدت إلى تبريد الكوكب بنحو 0.5 درجة مئوية خلال العام التالي، أو نحو ذلك قبل أن تستقر القطرات مرة أخرى على الأرض. بحسب "المجلة الأمريكية العلمية".
وأكد علماء أنَّ ظاهرة الاحتباس الحراري منتشرة للغاية، لدرجة أنَّ بعض العلماء يقولون إننا يجب أن نبدأ في تغيير طبقة "الستراتوسفير" لمنع أشعة الشمس القادمة، حتى لو كان ذلك يعرض الأمطار والمحاصيل للخطر.
من المتوقع أن يستغرق التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري عقودًا من الزمن
وتشير الدراسات إلى أنه إذا تم نشر إدارة الإشعاع الشمسي على نطاق كافٍ - ربما ربع ثوران بيناتوبو كل عام، وهو ما يكفي لحجب 1 أو 2% من ضوء الشمس - فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري وحتى تبريد الكوكب قليلاً، إذ من المتوقع أن يستغرق التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري عقودًا من الزمن، وقد يؤدي ثاني أكسيد الكربون المنبعث حتى ذلك الحين إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.