ست سنوات مرت على افتتاح أول دور عرض للسينما في المملكة، مدة قصيرة ولكنها كانت كفيلة لترك بصمة مؤثرة على الصناعة في الشرق الأوسط، والوصول بها إلى مراحل متقدمة من التطور، والانتقال من المحلية إلى العالمية، ومن المحاولات الفردية إلى صناعة متكاملة تمتلك أدوات تطويرها التي تؤهلها لتكون في مصاف صناعات السينما العالمية.
1900 فيلم مفسوح بينها 45 فيلمًا سعوديًا
وبلغ هذا التطور ذروته، بإعلان مهرجان كان السينمائي إدراج فيلم "نورة" للمخرج السعودي توفيق الزايدي، للعرض ضِمن فئة "نظرة ما" في إطار فعاليات النسخة الـ77 للمهرجان، والتي تُقام خلال الفترة (14- 24) مايو المقبل، وذلك للمرة الأولى في تاريخ السينما السعودية.
وتشكلت معالم صناعة السينما في المملكة على مدى السنوات الست، بحيث ارتفع عدد دور السينما ليصبح 66 دار عرض، بإجمالي 618 شاشة، و63.3 ألف مقعد، منتشرة في 22 مدينة بالمملكة، وهي النسبة الأعلى لدور العرض السينمائي بالمنطقة العربية.
وخلال هذه الفترة حققت السينما السعودية طفرة كبيرة؛ إذ بلغ عدد الأفلام المفسوحة 1.9 ألف فيلم، بينها 45 فيلمًا سعوديًا، لتتمكن هذه الأعمال من ضخ إيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال، عبر أكثر من 61 مليون تذكرة مبيعة، بدأت في 2018 ببيع 633.1 ألف تذكرة؛ وصولًا إلى بيع 17.6 مليون تذكرة عام 2023.
وبعيدًا عن لغة الأرقام، لم تغب المحافل السينمائية أيضًا عن سماء المملكة؛ إذ كانت على مدى السنوات الست قبلةً للفنانين والسينمائيين العرب والعالميين، وذلك من خلال سلسلة مهرجانات ومحافل متخصصة لتقييم الأفلام والأعمال السينمائية، على رأسها مهرجان البحر الأحمر الدولي، و"ليالي الفيلم السعودي"، بالإضافة إلى مهرجان السينما الخليجي وغيرها من المحافل.
ولم يقف الطموح السعودي في مجال السينما عند الحدود الإقليمية، ولكن سعت المملكة لعقد شراكات واتفاقيات تعاون مع الصناعات الدولية، واستقطاب أفضل الخبراء المعنيين بالصناعة في المهرجانات والمحافل السينمائية المختلفة.