يفترض ان يتفقد المراقبون الدوليون اليوم الجمعة قرية القبير في ريف حماة في وسط سوريا التي شهدت مجرزة الاربعاء قتل فيها 55 شخصا، في حين اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الرئيس بشار الاسد فقد كل شرعية.
وينتظر ان تخرج الجمعة تظاهرات للمطالبة باسقاط النظام على غرار كل يوم جمعة منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا، في ما اطلق عليه معارضون اسم "ثوار وتجار معا يدا بيد"، في محاولة لاقناع الطبقة البورجوازية ورجال الاعمال في سوريا بالانضمام الى "الثورة".
ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المجزرة التي وقعت في القبير في ريف حماة وسط البلاد بانها "مروعة ومقززة".
وقال امام الجمعية العامة للامم المتحدة "منذ اشهر من البديهي ان الرئيس بشار الاسد فقد اي مشروعية".
كما حذر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان من ان الازمة السورية "ستخرج عن السيطرة" اذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة.
وطلب انان مجددا من القوى الكبرى ابلاغ الرئيس السوري بشار الاسد بان عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له "نتائج واضحة"، وفق ما نقل الدبلوماسيون عن تصريحات ادلى بها المبعوث الدولي خلال جلسة مغلقة.
واضاف انان "يجب ان يمارس مجلس الامن ضغطا على دمشق بطريقة موحدة"، في وقت تعرقل الصين وروسيا صدور قرارات عن مجلس الامن تدين نظام دمشق. وشدد انان على انه "كلما انتظرنا وقتا اطول كلما كان مستقبل سوريا مظلما".
واشار الى اجراء محادثات حول امكانية تشكيل مجموعة دولية بشأن روسيا، تضم "دولا لها نفوذ على هذا الطرف وذاك، الحكومة والمعارضة".
وحسب دبلوماسيين، فان مجموعة الاتصال قد تضم الغربيين وقوى اقليمية مثل تركيا والسعودية وكذلك روسيا والصين، حليفتي دمشق.
غير ان المراقبين الدوليين المكلفين من مجلس الامن مراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ نظريا في الثاني عشر من نيسان/ابريل، يواجهون مصاعب متزايدة في تنفيذ مهمتهم.
وقد حاولوا الخميس التوجه الى القبير في ريف حماه، ومنعتهم من ذلك "حواجز تابعة للجيش السوري، كما اوقفته حواجز لمدنيين"، بحسب الامم المتحدة. ثم "تعرضوا لاطلاق نار من اسلحة خفيفة".
وينتظر ان يحاولوا مجددا اليوم التوجه الى المنطقة.
وقال بان كي مون الخميس ان اسلحة ثقيلة ورصاصا خارقا وطائرات بدون طيار استخدمت ضد المراقبين في مرات اخرى.
ونقل عنه الدبلوماسيون ان الهدف من ذلك، بحسب بان كي مون، ارغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم القوات السورية بشن هجمات عليها.
واعلن بان ايضا امام مجلس الامن ان المراقبين شاهدوا قوافل عسكرية سورية تقترب من القرى وحاولوا منعها من شن هجمات ضد المناطق المأهولة ولكن تم تجاهلهم.
واتهمت المعارضة السورية النظام بارتكاب مجزرة القبير، فيما اتهمت السلطات "مسلحين ارهابيين" بذلك.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، بحسب وكالة الانباء الرسمية "سانا"، امام مجلس الامن الخميس ان "عشرين ارهابيا مسلحا" كانوا يحاولون قتل سكان في قرية القبير، وان قوات حفظ النظام تحركت لمنعهم "واشتبكت مع الارهابيين وسقط شهيد من قوات حفظ النظام وقتل عدد من الإرهابيين".
واشار الى ان صور المجزرة التي بثتها الفضائيات لاشخاص قتلوا منذ وقت طويل، وان وسائل الاعلام السورية ستبث قريبا الصور الحقيقية.
ميدانيا، قتل عشرة اشخاص في اعمال عنف في سوريا بينهم اربعة عناصر على الاقل من قوات النظام في انفجارين استهدفا مركزا امنيا في محافظة ادلب (شمال غرب) وحافلة في قدسيا في ريف دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان خمسة اشخاص بينهم عنصرا امن على الاقل سقطوا في "تفجير استهدف قسم الشرطة الغربي في مدينة ادلب".
وقتل عنصران من القوات النظامية على الاقل في انفجار "سيارة مفخخة" استهدف حافلة تقل عناصر من القوات النظامية في ضاحية قدسيا في ريف دمشق.
في محافظة درعا (جنوب)، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية في بلدة كفر شمس، "ودارت اشتباكات عنيفة اثر الانفجار في البلدة"، بحسب المرصد.
كما تدور اشتباكات عنيفة في بلدة محجة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين.
وقتل في بلدة بصر الشام في درعا "قائد احدى الكتائب الثائرة المقاتلة"، بحسب المرصد الذي كان افاد صباحا عن مهاجمة المقاتلين حاجزا للقوات النظامية في البلدة.
كما قتل مواطن اثر اصابته برصاص قناص في مدينة درعا.
وقتل مواطن في بلدة كفر نبل في محافظة ادلب اثر اصابته باطلاق رصاص من احد حواجز القوات النظامية صباحا.
وتعرض حي الخالدية في حمص صباح الجمعة "لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحامه"، بحسب المرصد.
واسفرت اعمال العنف الخميس في مناطق مختلفة من سوريا عن مقتل 58 شخصا هم 27 مدنيا و28 من قوات النظام وعناصر موالية له وثلاثة مقاتلين معارضين.
وينتخب المجلس الوطني السوري في نهاية الاسبوع رئيسا جديدا له خلفا لرئيسه المستقيل برهان غليون، ويرجح ان يتم الاتفاق على مرشح توافقي هو الكردي عبد الباسط سيدا.