استطاعت شرطة القصيم الإيقاع بعصابة تتاجر في الخادمات، بعد إقناعهن بترك كفيلهن نظير الحصول على راتب أكبر ومميزات أفضل، إذ تنشط تلك العصابات قبل شهر رمضان الذي يعد موسما لتأجير الخادمات.

وكشف المقدم فهد الهبدان المتحدث الأمني في شرطة منطقة القصيم أن تعاون أحد المواطنين مع الجهات الأمنية ساهم في ضبط العصابة التي غررت بخادمته، بعد أن هربت من منزله حسب طلبهم حتى تم القبض عليهم جميعا. وأشار إلى أن العصابة تتكون من آسيويين في العقد الخامس من العمر، أحدهما يحمل إقامة ورخصه قيادة مزورة، والآخر يحمل إقامة سارية المفعول، مؤكدا أنه تم إحالتهما إلى مركز شرطة بريدة، الذي قام بدوره بإكمال كل الإجراءات الأولية بسماع أقوالهما والتأكد من بصماتهم المسجلة لدى الجوازات، وإحالة كل أورق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام حسب الاختصاص.

واعتبر الهبدان أن استقبال العاملات المنزلية الهاربات من كفلائهن ''اتجاراً في الأشخاص وهي من القضايا الكبيرة الموجبة للتوقيف في السجن العام لحين المحاكمة، وإصدار الأحكام النهائية شرعا''.

وينشط في مثل هذا الوقت من السنة هروب واستقبال العاملات المنزلية لقرب شهر رمضان المبارك، حيث تعمل بعض الجهات غير الرسمية والمصرح لها بتأجير العاملات المنزلية بمبالغ عالية تراوح بين 1500 و 2500 ريال في الشهر، يكون نصيب العاملة أعلى من مرتبها في موقع العمل، إلا أن مثل هذه الأساليب سرعان ما تنكشف عبر خلافات تنشأ بين العاملة والجهة التي تقوم بتأجيرها. وتستغل جهات العاملات المنزليات الهاربات عبر إقامة مواقع لهن لتأجيرهن في فترات متعددة من السنة، وتقوم تلك الجهات باستخدام وسائل إعلانية عبر النشرات المتعددة التي تصل للمنازل بلا رقابة، حيث تحمل تلك الوسائل التي توزع على المنازل يوم الجمعة إعلانات لتأجير الخادمات.

وكشف الهبدان عن دراسة مستفيضة لإدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة منطقة القصيم عن وجود طرق متعددة لهروب العاملات المنزليات يقوم بها مجهولون بعد التأثير عليهن من خلال الاتصال العشوائي في الصباح الباكر هاتفياً لضعف الرقابة وعرض فرص عمل جديدة عليهن وتصحيح وضعهن النظامي فيما بعد.

وقال المقدم فهد الهبدان: ''إن العاملات المنزليات تقدم لهن إغراءات كبيرة في سبيل هروبهن وعملهن بمبالغ كبيرة، وهذا يعطي فرصة لكسب مزيد من المال من قبل عصابة تمتهن المتاجرة في العاملات''، مضيفا ''تعمل تلك العصابة على تحديد مكان العاملات المنزليات ومقابلتهن وتسليمهن للغير مقابل نظير مرتب مشابه لراتب العاملات مع كفلائهن. وهذا يعطى دلالة أن أساليبهم تتجاوز إلى الاتجار في الأشخاص وخاصة النساء''، مشيرا إلى أنه تمت المتابعة والرصد لإحدى العصابات التي تقوم بالاتجار بالأشخاص من خلال خداع ونقل وإيواء العاملات المنزلية، وتأتي تلك العصابة إلى منطقة القصيم بشاحنة كبيرة لإخفاء بعض العاملات وتتنقل من منطقة لأخرى.