اختتم المبعوث الدولي العربي كوفي عنان محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد التي استمرت ساعتين بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد.

ويقول مراسلنا في دمشق، عساف عبود إن عنان وصف محادثاته مع الأسد بأنها مفيدة وبناءة وصريحة.
وأعلن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا أنه اتفق مع الرئيس الأسد على طرح لوقف العنف في البلاد، سيشارك "المعارضة المسلحة" في مناقشته.

وأضاف أن المراقبين الدوليين سيبقون في سوريا.

وقال عنان للصحافيين لدى وصوله إلى الفندق الذي ينزل فيه في دمشق بعد الاجتماع "ناقشنا الحاجة إلى وقف العنف، والطرق والوسائل المؤدية إلى ذلك".

وقالت مصادر كوفي عنان أن فريقه سيتابع مباحثاته تفصيليا مع الجانب السوري في وقت لاحق.

وفي الوقت ذاته أوضح الرئيس الأسد بجلاء أنه لا يعتزم التخلي عن السلطة.

وقال الأسد -في مقابلة مع التليفزيون الألماني- إن سوريا تواجه تحديا قوميا، والرئيس لا ينبغي أن يهرب من التحدي.

واتهم الأسد الولايات المتحدة بمساعدة من وصفهم بـ"العصابات"، من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد.

انتقاد الزيارة

وانتقد المجلس الوطني المعارض الاثنين زيارة الموفد الدولي العربي إلى دمشق، معتبرا أن إقرار عنان مؤخرا بفشل مهمته في سوريا، يستدعي تحركا دوليا عاجلا "تحت الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة.

وقال المجلس في بيان صدر فجر الاثنين إن عنان اختار، رغم استمرار القتل في سوريا، "الاجتماع مع رموز النظام السوري، بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة".

وأضاف أن السوريين "لا يجدون مسوغا لخطوات الموفد المشترك بينما تقتضي التصريحات التي أكد فيها أن مهمته ليست مفتوحة زمنيا، التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام".

كما انتقد المجلس دعوة عنان إلى إشراك إيران في حل الأزمة السورية، وقال إنه يستغرب دعوته إيران للمشاركة في مجموعة العمل حول سوريا، "ويرى أن الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكا في العدوان على الشعب السوري، ولا يمكنه من أن يكون جزءا من الحل".

وكان عنان قد وصل إلى دمشق مساء الأحد، في زيارة هي الثالثة لسوريا، في إطار مهمته كموفد للأمم المتحدة والجامعة العربية.

ميدانيا

وعلى الأرض قال المرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن ستة مدنيين على الأقل قتلوا إثر سقوط قذائف وإطلاق رصاص في مدينة أريحا بمحافظة إدلب. ولم يتسن التأكد من تلك المعلومات من مصادر محايدة.

وقد تعرضت أحياء عدة في مدينة حمص في وسط سوريا، لاسيما حي الخالدية، اليوم الاثنين لقصف عنيف منذ ساعات يترافق مع محاولة اقتحام تقوم بها القوات النظامية، ومواجهات ضارية مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في إن "حي الخالدية في مدينة حمص يتعرض منذ ساعات لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي، وتشتبك مع مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة في عدة محاور على مداخل الحي".

كما أشار المرصد إلى اشتباكات وقعت فجرا في أحياء عدة من مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وتسبب انفجار عبوة ناسفة في حي بستان القصر في المدينة استهدف دورية أمنية في مقتل عنصري أمن.

اشتباكات

وفي مدينة دير الزور وقعت اشتباكات في شارع بور سعيد بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ترافقت مع سقوط قذائف على أحياء الموظفين والعرفي والجبيلة، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صباح اليوم الاثنين أن "القصف تجدد على المدينة بالدبابات والأسلحة الثقيلة، لليوم الثامن عشر على التوالي".

وأفاد المرصد قبل منتصف الليلة الماضية بمقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية في استهداف سيارتهم من مقاتلين معارضين في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.

وفي محافظة حماة ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح الاثنين أن "جيش النظام اقتحم قرية سريجين بعدد كبير من الدبابات والمدرعات بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وحرق للمنازل وحملة دهم واعتقالات واسعة".