يتطلع مزارعو النخيل في امارة ابوظبي الى موسم الصيف بالكثير من الشغف، لاسيما أنه موسم حصاد ثمار أشجار النخيل التي تتحول مع بداية الصيف الى رطب، اي ناضجة وقابلة للاكل، وموسم الاحتفاء بها في "مهرجان ليوا".
وتقوم حكومة أبوظبي منذ ثماني سنوات بالاحتفاء بهذا الموسم من خلال "مهرجان ليوا للرطب"، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في المنطقة الغربية من الإمارة، وتحديدا في مدينة ليوا التي تعتبر بوابة الربع الخالي حيث تكثر مزارع النخيل.
ومن المقرر ان تنطلق فعاليات المهرجان خلال الفترة من 12 الى 19 تموز/يوليو القادم.
ويعد المهرجان مناسبة احتفالية كبرى في المنطقة، يتنافس فيها المزارعون في عرض أفضل منتوجهم للعام من أنواع الرطب المختلفة. ويمنح المهرجان جوائز مالية مجزية للفائزين في مسابقات "المزاينة"، فتزيد قيمة الجوائز على اربعة ملايين ومائتي الف درهم إماراتي (مليون و150 ألف دولار أميركي).
وكلمة "مزاينة" كلمة اماراتية محلية، وتعني الأجمل.
وتقوم لجنة متخصصة من المزارعين الخبراء والأكاديميين بتقييم التمور المشاركة في الفئآت السبع من المسابقة التي تشمل الأصناف الأكثر شيوعا في المنطقة، وهي الخلاص، والدباس، وبومعان، والخنيزي، والفرض، بالإضافة إلى فئة النخبة التي يشارك فيها المتسابق بأنواع مختلفة من أجود التمور لديه، وفئة أكبر عذق.
واضافة الى ذلك يجري اختيار اجمل عرض تراثي، اذ يتفنن الأهالى في تقديم نماذج مصغرة من الحياة التراثية المحلية.
ويقول عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان ان "معايير وشروط لجنة التحكيم تشير الى حرص اللجنة المنظمة على الارتقاء بزراعة النخيل، والعناية بالأساليب المثلى لاستخدام مياه الري وترشيدها والدعوة لاستخدام بدائل للمبيدات الحشرية لما لها من أثر سلبي هائل على الصحة".
وبحسب المزروعي، فسيجري احتساب 50% من درجة تقييم المشاركة بعد كشف اللجنة المحكمة على المزرعة، والتأكد من النظافة العامة للمزرعة والعناية بالنخلة بشكل عام، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه الري.
اما في مواصفات الرطب، فلها 50%من الدرجة، اذ يجب أن يكون الرطب من إنتاج محلي، ومن موسم العام الحالي، وأن يكون في مرحلة النضج المناسبة.
وتشير الدراسات إلى وجود أكثر من 800 نوع من التمور في العالم، منها 120 نوعا مسجلا رسميا في الإمارات، التي تستحوذ على ثلث حجم التجارة العالمية في الاستيراد والتصدير، بحسب إحصائيات وزارة التجارة الخارجية.
وقد احتلت الامارات المرتبة الأولى في التصدير، والمرتبة الثانية في الاستيراد في العام 2009، وفق نفس الإحصائيات.
وكان المهرجان قد استقطب العام الماضي أكثر من 70 ألف زائر من مختلف مناطق الدولة ودول الخليج المجاورة.
ويقدم هذا المهرجان الذي يقام على مساحة تمتد على 20 الف متر مربع، فرصة فريدة أيضا للتعرف على التقاليد الإماراتية الأصيلة، والحرف والفنون التقليدية التي تعرض في السوق الشعبي، والذي يعرض منتجات لأكثر من 300 أسرة إماراتية بدعم حكومي للحفاظ على التراث القومي.