أكد السفير السوري المنشق نواف الشيخ فارس أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الشخص الوحيد الذي يقوم باتخاذ القرارات في دمشق، وأن من حوله ينفذون أوامره فقط، وأضاف أن النظام السوري والقاعدة مرتبطان ارتباطا وثيقا، وأن يد الأسد ملوثة بدماء السوريين والعراقيين، الذين قتلوا في العراق على يد القاعدة، وأعلن تأييده لتدخل عسكري يطيح بالنظام الحالي.
وبعد نحو أربعة أيام من إعلان انشقاقه بعد أن خدم النظام السوري لنحو ٣٤ عاما، كان خلال السنوات الأربع الأخيرة منها سفيرا في بغداد، التقت CNN بالسفير المنشق في العاصمة القطرية، حيث يلجأ حاليا، والتي رفض الحديث عن تفاصيل اختياره للدوحة كملجأ آمن له، واكتفى بالقول إن لديه بعض "الأصدقاء والمعارف في المعارضة السورية الذين قاموا بمساعدته."
وحول أسباب انشقاقه واختياره هذا التوقيت لإعلان ذلك، قال فارس: "ما حصل في سوريا خلال العام ونصف الماضي من قتل وتدمير وتشريد دفعني لاتخاذ هذا القرار، لأن أي إنسان عاقل لا يستطيع البقاء صامتا أمام كل ما يجري، لذا قررت إنهاء علاقتي كليا مع النظام السوري.
وقال فارس إنه التقى الأسد في بداية الثورة حين كان سفيرا في بغداد، وأضاف: "تحدثنا طويلا وبكل صراحة، وقلت له أن العالم تغير، وأن الشعب السوري جزء من هذا العالم، كما أن هناك ضرورة أساسية لانتخابات وصندوق اقتراع وعمليات محاربة للفساد في المؤسسات."
وتابع فارس بالقول: "كان الأسد شبه إيجابي بشأن حديثنا، ووعدني بإجراء الإصلاحات اللازمة. غير أن الأيام اللاحقة أثبتت كذب الرئيس بشأن ما قاله. فهذا الرجل شخص يجيد الكذب ويمارسه."
وتطرق فارس إلى العلاقة التي تجمع نظام الأسد بتنظيم القاعدة، وقال: "النظام السوري مسؤول بصورة مباشرة عن مقتل آلاف العراقيين وقوات التحالف، فقد قدم الكثير من التسهيلات عبر تدريب مقاتلي القاعدة وتوفير مخبأ آمن لهم.. لقد شجعت الاستخبارات الشباب المتحمس في سوريا من أجل الذهاب إلى العراق للجهاد مع القاعدة."
وتابع فارس بالقول: "قبل عدة سنوات، أغارت القوات الأمريكية على وكر للقاعدة بالسكرية في البوكمال وألقت القبض على عدد من المقاتلين الذين كانوا يختبئون فيه. وبعد ساعة بالضبط، وصل العماد آصف شوكت إلى الموقع، وتحدثت إليه حينها، ووضح لي بعض الأمور. وكان الرجل غاضبا بشأن الغارة على السكرية، ومرتبكا بعض الشيء."
واستبعد فارس خلال اللقاء أن يستخدم النظام السوري أي سلاح كيميائي ضد الشعب، وأكد أنه لولا الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، ووقوف العالم موقف المتفرج على ما يجري هناك، لكان هذا النظام قد سقط منذ زمن طويل، ولكنه بالتأكيد سيسقط، غير أن الشعب السوري سيدفع الثمن غاليا."
وعبر نواف الشيخ فارس صراحة خلال اللقاء عن وقوفه إلى جانب أي تدخل عسكري خارجي لإسقاط نظام الأسد، وقال: "معاناة الشعب السوري كبيرة جدا، وهم يريدون إنهاءها بأي شكل. أنا مع التدخل العسكري في سوريا لأن طبيعة النظام تحتم ضرورة إسقاطه بالقوة."
وقال فارس إن يعرف العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع السابق، مصطفى طلاس، الذي غادر سوريا قبل أيام، ويرتبط به بعلاقة صداقة، ولكنه نفى تنسيق خطوة الانشقاق معه.
وفي نهاية اللقاء وجه فارس ثلاث رسائل، كانت الأولى لزملائه السابقين في النظام، قال فيها: "أطلب من زملائي السابقين الانضمام لصفوف الشعب، وترك هذا النظام الفاسد، ولا زال هناك متسع من الوقت لذلك."
ووجه الثانية للشعب الأمريكي، قال فيها: "تعلمنا من الشعب الأمريكي قيم الحرية والعدالة والدفاع عن حقوق الإنسان، فنأمل أن يقف الشعب الأمريكي إلى جانب الشعب السوري في محنته."
أما الأخيرة، فكانت موجهة للرئيس السوري بشار الأسد، ونصحه من خلالها بالعودة إلى التاريخ، فهناك إرادتان لا تهزمان: إرادة الله، وإرادة الشعب.
وخلال الحديث، لم يرغب فارس بالخوض في تفاصيل رحلة الخروج من العراق، لأنها كانت معقدة وصعبة، كما أنه لم يرغب بوضع الحكومة العراقية أو أي جهة رسمية في موقف محرج.
يذكر أن نواف الشيخ فارس ينتمي إلى عشيرة العكيدات، وهي إحدى أكبر عشائر المنطقة الشرقية في سوريا، ولديه ثلاثة أبناء وثلاث بنات، وقد تمكن من إخراج عائلته جميعها خارج سوريا والعراق، وفقا له.