"هذا الشرط يحرجني مع خطيبي، وأخشى أن يعتقد أن تثبيته في عقد الزواج يعني أنني لا أثق به".. بتلك العبارات بدأت سلمى ترد على والدتها، حينما طلبت منها الأم كتابة شروطها في عقد النكاح ومن أهمها شرط السكن المستقل، وإتمام دراستها الجامعية التي لم يتبق منها سوى عامين.

سلمى فضلت عدم كتابة شروطها في عقد النكاح، وأرجعت السبب في ذلك إلى وجود اتفاقيات ودية وشفهية بينها وبين خطيبها، وسرعان ما شعرت بالندم لعدم الموافقة على نصائح والدتها حيث تقول: بعد ثلاثة أشهر من الزواج طلبت من زوجي شراء مستلزمات الجامعة من لبس وغيره، ولكنه سرعان ما فاجأني بالرفض، حتى إنه طلب مني عدم فتح موضوع الدراسة مرة أخرى.

وتابعت: أدركت حينها أهمية كتابة ذلك الشرط في عقد النكاح وإلزامه بالمواقفه، واستطردت وشعور الندم يكاد يغطي ملامحها: تسبب لي ذلك الموقف في حالة من الندم والتوتر النفسي وعدم الثقة بالوعود الشفهية، ولطالما كنت الطالبة المجتهدة التي توقع لها الكثير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة المستقبل الواعد.

"الوطن" أجرت عددا من المقابلات مع المقبلات على الزواج والمتزوجات وتبين أن أغلبهن يفضلن كتابة الشروط في عقد النكاح وعللن ذلك بأن كثيرا من الزيجات انتهت بالفشل لعدم تلبية رغبات الزوجات بعد الزواج.

وأوضح العديد من الفتيات أن من أهم الشروط التي يجب توثيقها في عقد النكاح هي "إكمال التعليم، والسكن في بيت مستقل، وعدم ترك الوظيفة في حال كانت الفتاة المخطوبة على رأس العمل".

ومن بين هؤلاء وعد خالد العنزي التي قالت: اشترطت في عقد الزواج بأن أكمل تعليمي وقد تزوجت وأنا في الصف الثاني الثانوي وها أنا ذا على مقاعد الدراسة في الجامعة، وأضافت لا يمكن لي أن أغامر بمستقبلي وفضلت كتابة ذلك الشرط في عقد النكاح الذي اعتبره أهم من أي شرط آخر


وفضلت آمنة وهي تعمل ممرضة أن تقيد في عقد النكاح عدم ترك وظيفتها، وزادت شرطا آخر وهو البيت المستقل حيث تقول: كثيرا ما قطع خطيبي الوعود بأنه هو أحرص مني على الشرطين السابقين ولا داعي لتسجيلهما في عقد النكاح، وفي المقابل وما إن ذكر لي تلك الكلمات حتى رجعت بي الذاكرة إلى أختي الكبرى التي ماتزال تعاني من عدم استقلاليتها في السكن لعدم كتابتها لشرط المسكن في العقد، وما زال زوجها يقطع لها الوعود الزائفة حتى هذه اللحظة وقد مضى على زواجهما ما يقارب الخمس سنوات.

وعلى الجانب الآخر تقول لمياء مشهور: إنها لم تهتم بكتابة أي شرط في عقد النكاح وكان همها الوحيد هو أن تتزوج لأن قطار العمر (بحسب قولها) قد تجاوز منصة الشرط.

وأضافت على الرغم من كوني لم اشترط البيت المستقل وإكمال دراستي الجامعية حيث لم يتبق لي سوى بضعة أشهر إلا أن زوجي أصر على أن أكمل تعليمي الجامعي، واستطعت الحصول على وظيفة وبإصرار منه (تقصد زوجها) أنا الآن على مقعد للدراسات العليا.

ومن جهتها أكدت أخصائية علم الاجتماع مطيعة الغامدي أن العديد من الفتيات المقبلات على الزواج يفضلن تسجيل شروطهن المسبقة في عقد النكاح، وأرجعت الغامدي السبب في ذلك إلى عدم التزام بعض أفراد المجتمع وخصوصا المتزوجين بالوعود الشفهية التي يقطعونها أثناء عقد النكاح.

وقالت الغامدي لعل من أهم الشروط التي تحرص عليها الفتيات في مجتمعنا هو إكمال الدراسة، والسكن المستقل، وعدم ترك الوظيفة.