أكدت الأمم المتحدة الجمعة رسميا تعيين الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي خلفا لكوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كمبعوث دولي خاص إلى سوريا للعمل على إيجاد حل للصراع بين الحكومة والمعارضة الذي دخل شهره الثامن عشر.

فقد أعلن إدواردو ديل بيي، المتحدث باسم الأمم المتحدة: "يعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تقديره لرغبة الإبراهيمي تسخير مواهبه وخبراته الكبيرة في هذه المهة الحاسمة التي سيحتاج في الواقع ويتوقع من أجل إنجازها دعما قويا وواضحا وموحدا من المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن".

وناشد الأمين العام للمنظمة الدولية أثناء إعلانه عن تعيين الإبراهيمي المجتمع الدولي دعم المبعوث الجديد "بقوة ووضوح"، وذلك لكي يتمكن من إنجاز ما لم يستطع أن ينجزه عنان الذي اعتذر مؤخرا عن المضي قدما في المهمة التي لم يحظَ بالدعم الدولي الكافي لتمكينه من إنجاحها.

ردود فعل

وفي حين رحبت دمشق ودول أخرى بتعيين الإبراهيمي كوسيط جديد في الأزمة السورية، فقد طالب البيت الأبيض الأمم المتحدة بإعطاء المزيد من المعلومات حول التفويض الذي سيحدد مهمة المبعوث العربي والدولي الجديد إلى سوريا.

وقال جوش إيرنست، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الإبراهيمي دبلوماسي محنَّك و قادر، لكن واشنطن تحتاج إلى تفسير من المنظمة الدولية للمنصب الذي سيتولاه المبعوث الجديد إلى سوريا.

وأضاف قائلا: "إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الأمم المتحدة لإنهاء العنف في سوريا، وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد يشكل الطريق الأسرع لوقف العنف و البدء بالعملية السياسية الانتقالية في تلك البلاد".

أما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فقال الجمعة إن الإبراهيمي "سيحتاج الى توافق في مجلس الأمن الدولي لكي ينجح في مهمته".

وقال داود أوغلو، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في أنقرة: "تعيين الإبراهيمي أمر مهم، لكن ينبغي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساعدته من خلال توحده".

وتابع قائلا: "إن كنا لا نريد لمهمته أن تفشل مثل سلفه عنان، فيتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن، وألا نسمح بأي أساليب للعرقلة".

بدوره، ردد وزير الخارجية الفرنسي، الذي زار الجمعة مخيما لإيواء اللاجئين السوريين في جنوب تركيا، تصريحات داود أوغلو، قائلا: "يتعين علينا العمل من أجل هيكل جديد يحل محل نظام الأسد، ويجب أن يكون هذا الانتقال تحت السيطرة".

ومضى إلى القول: "لا نريد حدوث فوضى بعد الأسد، وهذا يتطلب تعاونا من جانب كافة الأطراف المعنية".

60 جثة

ميدانيا، قال ناشطون سوريون معارضون إنهم عثروا في بلدة قطنا القريبة من العاصمة دمشق على 60 جثة على الأقل، وذلك عقب ما وصفوه بـ "مجزرة" نفذتها القوات الحكومية في المنطقة.

وأظهر شريط مصور رديء النوعية نشر على شبكة الإنترنت ما تبدو أنها أشلاء متفحمة لعشرات الأشخاص كانت ايادي الكثيرين منهم موثوقة خلف ظهورهم.

وقال الناشطون إنه تم العثور على الجثث يوم الخميس في كومة قمامة تقع خارج قطنا جنوب غربي دمشق.

هذا ولم يتسنَّ لـ بي بي سي التأكد من صحة رواية الناشطين، كما لم يصدر عن الجهات الرسمية ما ينفي أو يؤكد صحتها.

وقد تزامن الحديث عن "المجزرة" الجديدة" مع إعلان الأمم المتحدة رسميا انتهاء مهمة مراقبيها في سوريا.

وقال جيرار ارو، المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة ورئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، إن المجلس قرر إنهاء مهمة فريق المراقبين لأن الشروط اللازمة لتمديدها لم تتوفر.

وقال ارو إن مجلس الامن قرر تأييد المقترح الذي طرحه الأمين العام للمنظمة الدولية بافتتاح مكتب ارتباط في سوريا لمتابعة الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 15 مارس / آذار 2011، وأودت بحياة أكثر من 20 ألف سوري ما بين مدني وعسكري.

اشتباكات متفرقة

من جانبها، قالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن اشتباكات وقعت الجمعة بين القوات الحكومية ومسلحين من المعارضة بالقرب من مطار مدينة حلب الدولي.

وأفاد مراسلنا بأن أحياء صلاح الدين وسوق العتمة وسيف الدولة بحلب تشهد اشتباكات بين قوات الجيش النظامي وقوات المعارضة، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 71 قتيلا، حسب مصادر المعارضة.

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق إن العاصمة السورية شهدت أيضا اشتباكات في منطقة المزة استخدم فيها الطيران المروحي.

كما اقتحمت القوات الحكومية حي الحجر الأسود حيث سقط خمسة أشخاص قتلى، حسب المعارضة بينما تركزت الاشتباكات في ريف دمشق في المعضمية وزملكا والتل التي سيطرت عليها القوات الحكومية وقامت الخميس بتحرير فريق إعلامي مكون من ثلاثة أشخاص تابع لقناة الإخبارية السورية وكان المسلحون قد احتجزوهم لعدة أيام.