تستأنف المحكمة العامة في محافظة جدة محاكمة المتهم في قضية تهريب أدوية محظورة إلى السعودية أحمد محمد ثروت السيد المعروف بشهرة «الجيزاوي» وشريكيه السعودي والمصري الأسبوع المقبل، إذ ستتم مواجهته وشركائه بـ 22 دليلاً وقرينة أبرزها اعترافاتهم المصدقة شرعاً.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن المحكمة ستناقش المتهم «الجيزاوي» وشريكيه المصري والسعودي حول قضية التهريب، وستواجههم بـ22 دليلاً وقرينة أبرزها اعترافات المتهمين الثلاثة المصدقة شرعاً، وشهادة محضر الضبط المرفق من الملف الثالث الخاص بقضية الثاني، وما ورد في شهادة المراقبين الجمركيين، وما تضمنه محضر الضبط المرفق، وما ورد في التقريرين الكيميائيين الشرعيين، إضافة إلى التقرير المصور الموضح للكمية المهربة وأدوات تهريبها، وإظهار المتهم الأول لورقة مدون بها طلب توريد قرينة على علمه بأنها حبوب ممنوعة، والوصفة الطبية وتدوينها بلغة عربية على غير المعتاد، ومن طبيب غير مختص في الأمراض النفسية باعتباره دليل عدم صحتها.

وسيمثل «الجيزاوي» في جلسة ثانية وللوهلة الأولى أمام القضاء السعودي من دون محام للدفاع عنه سوى المستشار القانوني للقنصلية المصرية ياسر علواني، بعدما أكد المحامي السعودي هشام حنبولي الذي حضر الجلسة الماضية أنه لن يحضر الجلسة المقرر عقدها الأسبوع المقبل إذا لم يتوصل إلى اتفاق مع أسرة «الجيزاوي».

وقالت المصادر إن القنصلية المصرية ممثلة في مستشارها القانوني ياسر علواني ستقدم خلال الأسبوع المقبل مذكرة جوابية إلى المحكمة العامة للرد على لائحة الاتهام التي وجهها «المدعي العام» السعودي ضد «الجيزاوي» بعد الاطلاع على اللائحة وما حوته من تهم عدة.

وكشفت المصادر عن أن الجلسة ستشهد مواجهة المتهمين بما ورد بسجل المكالمات المتضمنة وجود اتصالات بين المتهمين الثلاثة، وما جاء بمحضر تفتيش منزل المتهم الثاني من ضبط أدوات تهريب مماثلة لأدوات التهريب التي تم ضبطها مع الأول قرينة على وجود تنظيم لتهريب الحبوب من مصر إلى السعودية وتكرار ذلك، إضافة إلى محضر القبض على المتهم الثالث وعلمه حينها أن سبب القبض عليه كان بسبب القبض على المتهم الأول ما تعد قرينة على علاقته واشتراكه مع المدعى عليهما الآخــرين، وبلاغ المتهم الثالث ضد الثاني بعد علمـــه بالقبض على الأول إنما أراد به دفع التهمة عن نفسه.

وأفادت بأنه ستتم مواجهة المتهمين ببطاقة الصراف الآلي والرقم السري وسحب أحد المتهمين مبالغ مالية بعلم شريكه، ومن ثم تحويل أجزاء من المبالغ إلى مصر، إضافة إلى إحضار المتهم الأول وصفة طبية وأمر توريد غير صحيحين، وتحرير الوصفة الطبية باسم المتهم الثالث بتاريخ لا يتواجد به في مصر، ومصدر الوصفة دليل على تحريرها لتمرير تلك الحبوب إلى السعودية بطريقة غير نظامية، وخطاب مدير الخطوط الجوية العربية السعودية المتضمن سفر المتهم الثاني من الرياض إلى جدة بتاريخ 17/4/2012، وعودته إلى الرياض في اليوم نفسه وذلك بتاريخ يوافق وصول المتهم الأول إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة ما يدل على تنسيقهما على تهريب الكمية وتسلمها.

وسجل الملف عدداً من التطورات والتحولات التي تابعتها «الحياة» منذ القبض على المتهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي قبل أشهر، إذ سجلت القضية تمكين زوجة المتهم من زيارته والجلوس معه لمدة ساعة ونصف الساعة، إضافة إلى إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام في محافظة جدة، وتقدم أربعة محامين للترافع عن المتهم أمام جهات الضبط والمحاكم الشرعية، إضافة إلى اعتذار عدد من المحامين السعوديين عن الترافع في القضية.

ويشدد «المدعي العام السعودي» على أن المتهم أحمد الجيزاوي وشريكه المصري الآخر استغلا الناحية الدينية لتهريب العقاقير الممنوعة من خلال علب حفظ المصحف الشريف، إذ تعد قرينة على سوء سلوكهما ونيتهما الإجرامية.

وكانت «الحياة» انفردت بنشر لائحة الاتهام التي أحيلت إلى المحكمة العامة في جدة ضد المتورطين في قضية تهريب الأدوية الممنوعة إلى السعودية.

وبينت التحقيقات أن المتهم الثاني «مصري»، والمتهم الثالث في القضية «سعودي» حاولا التمويه على الجهات المختصة ببلاغ تقدم به المتهم الثالث إلى الشرطة ضد المتهم الثاني بتهمة الاختلاس بعد علمهما بالقبض على «الجيزاوي»، موضحة أن المتهم الثاني وصل إلى مطار الملك عبدالعزيز قبل وصول «الجيزاوي» بأربع ساعات تقريباً، وانتظر خروجه من الصالة الداخلية، إلا أنه لم يخرج وتقابل مع زوجة «الجيزاوي» وكانت تبكي، وأبلغته أن زوجها تم القبض عليه لوجود أغراض ممنوعة بحوزته، ولما علم بذلك عاد للرياض عن طريق الخطوط السعودية في اليوم نفسه، وطلب من كفيله استخراج تأشيرة خروج لكي لا يتم القبض عليه.

وأبانت اللائحة أن المتهم الثاني سبق أن اتهم بقضية مخدرات ذات الرقم (85/114/33)، وقعت بتاريخ 19/1/1433هـ، أثناء دخوله إلى المملكة عن طريق مطار الملك خالد الدولي في الرياض، واتضح من محضر الضبط رقم (1861) بتاريخ 19/1/1433هـ، المعد من قبل جمرك مطار الملك خالد الدولي بالرياض أن المدعى عليه الثاني قدم على متن الخطوط الجوية العربية السعودية من القاهرة وبتفتيش أمتعته ضبط بداخل حقيبتي الملابس حقيبتان تحملان جهاز (حاسب آلي) كل حقيبة بداخلها حبوب من نوع (البرازولام)، وكرتون وصندوق خشبي به نفس النوع من الحبوب مخبأة، وبلغ عددها 3034 حبة.

ونصت اللائحة: «بتاريخ الـ25 من شهر جمادى الأولى من عام 1433هـ، قبض على «الجيزاوي» من قبل جمرك مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمحافظة جدة، وأعد بشأنه محضر الضبط والتفتيش رقم 226، المتضمن أنه تقدم الراكب المدعى عليه الأول القادم من مطار القاهرة يحمل ثلاث حقائب تحمل ثلاث بطاقات أمتعة رقم (SV657433) ورقم (SV657432) ورقم (SV657435)، وبعرضها على جهاز الأشعة اشتبه المراقب الجمركي فيها، وبتفتيشها يدوياً عثر على ثماني علب حليب طبيعي مفرغة من الداخل من محتواها ومعبأة بحبوب وردية اللون من نوع (زانكس) بوزن نصف مليغرام».

وأضــــــافت «تم العثور على ثلاث علب خاصة بحفــــــظ القرآن الكريم معبأة بأشرطة أدوية من النوع نفسه وردية اللون بقوة نصف مليغرام، وأشرطة أدوية من نوع (زانكس) بيضاء اللون بقوة ربع مليغرام، وبلغ مجموع عدد الحبوب لكلا النوعين 21380 حبة».

وأشارت إلى أنه «ضبط بحوزته على أوراق تحتوي على وصفة طبية غير محددة نوع العلاج ولا مدته وموقعه من قبل طبيب مختص بالعظام، وأمر توريد، ورقم هاتف جوال باسم المدعى عليه الثالث الذي تم إصدار أمر بالقبض عليه وتفتيشه وضبط معه جهازا جوال يحمل أحدهما ذات الرقم المدون لدى المدعى عليه الأول، وعند القبض عليه أفاد بأن المدعى عليه الثاني يعمل سائقاً لديه وهو متواطئ مع المدعى عليه الأول، وقد اختلس منه مبالغ مالية تقدر بـ 130ألف ريال، وقام بتحويلها إلى دولة مصر وأنه أبلغ عنه شرطة الصحافة بالرياض، وما زال موقوفاً لديهم».