قصفت القوات السورية يوم الجمعة منطقة مكتظة باللاجئين الفلسطينيين في دمشق وقال سكان ان القصف اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل بينما اهتزت مناطق اخرى في العاصمة بتفجيرات يبدو انها هجمات بالقنابل شنتها المعارضة المسلحة.ويتركز القتال الرئيسي الان على مدينة حلب - المركز التجاري الرئيسي - لكن قوات المعارضة المسلحة التي تقاتل من اجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد تواصل هجماتها على القوات والبنايات الحكومية في العاصمة.

وقال التلفزيون السوري إن خمسة من رجال الامن قتلوا واصيب آخرون في تفجير "إرهابي" نجم عن دراجة نارية ملغومة في حي ركن الدين بوسط دمشق.

واضاف التلفزيون الحكومي ان انفجارا بسيارة ملغومة وقع في منطقة بين قاعة المحكمة الرئيسية بالعاصمة ووزارة الإعلام. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.

وفي جنوب العاصمة سقطت عدة صواريخ على مخيم اليرموك المكتظ باللاجئين الفلسطينيين. وقالت امرأة تعيش على مقربة من المنطقة انها احصت 11 صاروخا على الاقل. واظهر مقطع مصور نشره نشطاء على الانترنت تصاعد الدخان الاسود في المنطقة.

وقالت المرأة عبر الهاتف بعد ان طلبت عدم الكشف عن اسمها حفاظا على سلامتها "قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب 15 شخصا منذ استأنفوا القصف... هناك الكثير من الاشلاء والاطراف المحترقة لذلك لا يمكن لأحد تأكيد عدد القتلى."

وقال سكان في انحاء المدينة انهم يسمعون اصوات انفجارات عنيفة ودوي اطلاق نار متفرق منذ صباح الجمعة.

وقال الناشط سمير الشامي متحدثا عبر موقع سكايب "يمكنني ان احصي على الاقل عشرة اعمدة من الدخان تتصاعد من الاحياء الجنوبية حول المخيم". وقال ان الجيش السوري ارسل قوات عسكرية ودبابات لشن هجمات على بعض الاحياء الجنوبية.

وتحاول قوات الاسد استعادة سيطرتها بالكامل على دمشق كما تقاتل القوات المعارضة المسلحة في حلب وجيوب التمرد في انحاء البلاد.

وبدأ الجيش في قصف اليرموك يوم الخميس على الارجح مستهدفا مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يقول سكان انهم دخلوا المخيم.

وقال فلسطيني بالقرب من اليرموك بعد ان طلب ايضا عدم الكشف عن هويته "لماذا يفعلون ذلك؟ ما الفائدة من قصف مخيم به منازل ومخابز؟ انهم يصرون على ان يتحول كل سوري وكل فلسطيني ضدهم."

والفلسطينيون منقسمون بين مؤيد ومعارض للاسد لكن هناك المزيد من المؤشرات على تزايد انحيازهم مؤخرا للانتفاضة.

وبثت قناة العربية الاخبارية لقطات حية من احتجاجات نظمتها المعارضة في اليرموك قبل ساعة من استئناف القصف هناك.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 23 الف شخص قتلوا في الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من 17 شهرا. وفر نحو 200 الف سوري إلى تركيا والاردن والعراق.

وقالت المفوضية الاوروبية الهيئة التنفيذية للاتحاد الاوروبي انها ستقدم 50 مليون يورو لمساعدة المدنيين السوريين إضافة إلى 69 مليون يورو قدمتها بالفعل.

وقالت كريستالينا جورجيفا المفوضة الاوروبية للمساعدات الانسانية للصحفيين ان المحادثات التي تجريها الدول الغربية بشأن اقامة منطقة آمنة تخضع لحظر الطيران غير عملية في الوقت الراهن.

وقالت "ليس لدينا قرار من مجلس الامن الدولي يجيز اي تدخل من شأنه ان يؤمن مساحة بهذا الشكل."

وقالت جورجيفا ان عمال الاغاثة يعتبرون المناطق الامنة ملاذا اخيرا لأن الأهداف الانسانية لمثل هذه المشروعات صعبة التأمين حيث ينفذ المقاتلون دائما إلى هذه المناطق.

وقالت "ربما ينتهي بها (المناطق الامنة) الحال احيانا إلى اطالة او تعميق الصراع بدلا من حله. لكن اذا كان المجتمع الدولي سيصل الى موقف موحد في مجلس الامن يدعم المناطق الامنة ففي هذه اللحظة ومع تزايد اعداد الضحايا كل يوم ... نعم من الممكن ان يساعد ذلك. لكن مرة أخرى لا ارى ذلك في الوقت الحالي."