شرعت الغرفة التجارية ورجال الأعمال في مكة المكرمة في مكاتبة ومخاطبة أمانة العاصمة المقدسة والجهات المختصة لاعتماد الأرض التي تبرع بها رجل الأعمال يوسف الأحمدي كمنحة لإنشاء المدينة الصناعية الثانية في مدينة مكة المكرمة.

وكشف لـ"الشرق" عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة سعد القرشي، عن أن مساحة الأرض تبلغ خمسة ملايين متر مربع، أي خمسة أضعاف ما هو مطلوب، وفي موقع على الطريق السريع القديم بين مكة وجدة، مشيراً إلى أن عدم توفر الأرض كان عائقاً كبيراً في طريق إنشاء المدينة الصناعية، مشدداً على أن وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة يتابع ملف إنشاء المدينة الصناعية الثانية في مكة المكرمة.

وأبان أن هناك مخاطبات بين الغرفة التجارية في مكة المكرمة ووزارة التجارة والصناعة، مع أمانة العاصمة والجهات الرسمية لاعتماد الأرض للبدء في إنشاء المدينة التي ستحتضن مبدئياً خمسين مصنعاً، مشيراً إلى أن الإجراءات ستستغرق قرابة عام كامل لبدء العمل في المدينة.

وأفاد عضو غرفة تجارة مكة المكرمة أن استكمال المدينة سيستغرق ثلاث سنوات لتضاف للعام، ليبدأ التشغيل الفعلي للمدينة في عام 2016م، مبيناً أن رأس المال المستثمر في المدينة يقدر بخمسين مليون ريال في العام الأول، ستزداد بعد عشر سنوات إلى مليار ريال.

ولفت القرشي إلى أن المدينة الصناعية الجديدة ستؤمن أربعة آلاف وظيفة للسعوديين والسعوديات الذين سيتم استيعابهم في هذه المصانع في شتى المجالات.

وشدد القرشي على أن المصانع ستركز على صناعة الهدايا والتذكارات التي يصطحبها الحاج والمعتمر كالمسابح وسجادات الصلاة وغيرها، مما يحرص الحاج والمعتمر والزائر إلى مكة المكرمة على اصطحابها، مؤكداً أن هذه المدينة ستغني المملكة عن استيراد هدايا الحجاج من الهند والصين ودول جنوب شرق آسيا.

وتوقع أن تصل العائدات المالية في السنوات الأولى إلى خمسين مليون ريال، مشيراً إلى أن منتجات المدينة سيطلق عليها "صُنع في مكة" لتشجيع صناعة الهدايا والتذكارات المكية، مؤكداً أن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، يولي اهتماما كبيراً بإنشاء هذه المدينة.

وأفاد القرشي عن تلقي وزارة التجارة طلبات لإنشاء خمسين مصنعاً حتى الآن جميعها من رجال أعمال ومستثمرين من مكة المكرمة، نافياً تلقيهم طلبات من رجال أعمال من خارج مدينة مكة المكرمة، مؤكداً أن جميع الطلبات في طور الدراسة وكلها من رجال أعمال سعوديين.

ويتطلع القرشي من مجلس غرفة تجارة مكة المكرمة الجديد الذي سيُنتخب في شهر صفر المقبل، إلى متابعة إجراءات إنشاء المدينة الصناعية لما لها من فوائد وأهمية استثمارية لرجال الأعمال في مكة المكرمة، مما ينعكس على الاقتصاد السعودي بشكل إيجابي وفاعل.

ولفت القرشي إلى أن نسبة العائد المتوقّعة من رأس المال المستثمر في المدينة خلال السنة الأولى لإنشاء المدينة وتشغليها، تصل إلى %20، واصفاً إياها بأنها نسبة كبيرة، مشدداً على أهمية إنشاء مدينة صناعية في مكّة المكرّمة تدعم صناعات الهدايا والصناعات التقليدية في ظل عدم وجود بديل للبضائع الصينية والآسيوية، التي تغرق أسواق الهدايا والتذكارات في المنطقة التي يبلغ عائدها السنوي 11 مليار ريال، مبيناً أن ميزة هذه السلع والتذكارات أنها تحمل الهوية المكّية التي يحرص عليها الحاج والمعتمر، بخلاف البضائع الصينية التي لا تتوفر فيها هذه الميزة.