تصدت قوات الأمن المصرية لمحاولة جديدة لاقتحام السفارة الأمريكية وألقت القبض على اثني عشر متظاهرا من "مثيري الشغب" واتخذت الإجراءات القانونية حيالهم، بحسب بيان من وزارة الداخلية المصرية.
وأنشأت القوات سياجا حول السفارة وحالت دون اقتراب متظاهرين يحتجون على فيلم يسيء لنبي الإسلام من أسوارها.
وكان متظاهرون إسلاميون قد تمكنوا قبل يومين من اقتحام السفارة ورفع أعلام كتبت عليها الشهادتان.
وقال شاهد عيان لبي بي سي إن أعداد المتظاهرين تزايدت في ساعات الصباح الباكر كما أن عمليات الكر والفر متواصلة، وأفاد بسقوط عدد من المصابين قدره بخمسة وعشرين.
وقال أحد المشاركين في الاعتصام لبي بي سي إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والعصي لتفريقهم كما رشقتهم بالحجارة. وأوضح أن الاحتجاج لا يسيطر عليه تيار محدد ولم تشارك فيه جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن هدف الاعتصام هو وقف عرض فيلم مسيء للنبي محمد في الولايات المتحدة وإغلاق السفارة وطرد السفير.
وقال محمود الطباخي وهو صحافي مصري موجود في موقع الأحداث لبي بي سي إن هناك دعوات لمظاهرة ضخمة يوم الجمعة احتجاجا على الفيلم المسيء. ونفى أن يكون المتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة حيث لم تسمح لهم قوات الأمن الاقتراب من محيطها.
وصباح الخميس، أصدرت الداخلية المصرية بيانا أعلنت فيه إصابة ثلاثة ضباط وأحد عشر مجندا.
واتهم البيان المتظاهرين بإحراق سيارتي شرطة خلال مرورهما في شارع بمحيط السفارة بعبر إلقاء الزجاجات الحارقة "مما دعا القوات التعامل معهم لإبعاد المتظاهرين وإطفاء السيارتين ".
ودعت وزارة الداخلية المتظاهرين التعبير عن مشاعر غضبهم بصورة سلمية وتناشد الرموز الوطنية التدخل لتهدئتهم حفاظاً على الأمن والإستقرار ومصالح البلاد الوطنية .
يذكر أن السلطات المصرية أزالت في أواخر يونيو / تموز الماضي الحواجز الأمنية التي كانت تمنع المرور في محيط السفارتين البريطانية والأمريكية، تنفيذا لحكم قضائي صدر قبل أيام من تسلم الرئيس المصري محمد مرسي مقاليد الحكم.
وأبلغت وزارة الخارجية المصرية حينذاك السفارتين بأن الحكومة المصرية ملتزمة بتنفيذ حكم نهائي صدر عن القضاء الإداري بإزالة الحواجز "لتتسببها في إغلاق عدد من الشوارع بمنطقة غاردن سيتي" بوسط القاهرة.