اعتقلت السلطات الليبية أربعة أشخاص قالت إن لهم صلة بالهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي.

وكان الهجوم على القنصلية من قبل مسلحين إسلاميين ألقوا باللائمة على الولايات المتحدة فيما يتعلق بفيلم "براءة المسلمين" المسيء إلى الإسلام أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة من طاقم السفارة.
وقال رئيس الوزراء الليبي الجديد، مصطفى أبو شاقور، لبي بي سي إن التحقيقات التي تجريها السلطات تحقق تقدما.

وأضاف أنه لا يرغب في أن يؤدي قتل السفير الأمريكي وثلاثة من طاقم السفارة إلى تخريب علاقات ليبيا مع الولايات المتحدة.

ويحقق المسؤولون الأمريكيون في فرضية أن يكون الهجوم هجوما عسكريا منسقا خطط له مسبقا وليس هجوما عفويا.

وكان يعتقد سابقا أن الهجوم كان رد فعل عفويا في إطار الاحتجاجات ضد فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام.

قوات خاصة

وقال مسؤول أمريكي الخميس لوكالة فرانس برس إن من بين القتلى الأمريكيين عنصرا سابقا في قوات النخبة الخاصة في قوات مشاة البحرية الأمريكية.

وكانت وسائل الإعلام الأمريكية تعرفت على هوية القتيل الأمريكي قائلة إنه كان يبلغ من العمر 42 عاما ويسمى جلين دوهيرتي وكان يعمل متعاقدا مع وزارة الخارجية الأمريكية.

وأفادت تقارير أنه كان يعمل في ليبيا من أجل رصد الصواريخ المحمولة على الكتف والتي بإمكانها إسقاط الطائرات لو أصابت هدفها.

تعهد

ومن جهة أخرى، تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيه في الخارج.

وقال أوباما إنه يدعو الحكومات الأجنبية كذلك للوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية الأمريكية الموجودة على أراضيها.

وفي وقت سابق، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الفيلم الذي أشعل فتيل هذه الاحتجاجات مثيرا للاشمئزاز ولكنها قالت إنه لا يوجد أي مبرر للجوء إلى العنف.
شكوك حول دور لميليشيات مسلحة

وكان مسلحون اقتحموا القنصلية الأمريكية في بنغازي مساء الثلاثاء، ويعتقد بأن السفير الأمريكي قضى جراء الاختناق بسبب الدخان، ولقي ثلاثة أمريكيين آخرين ونحو عشرة ليبيين حتفهم في الهجوم.

ورغم أن أوباما تعهد الأربعاء بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، فإنه قال إن الولايات المتحدة "لن تقطع الروابط" مع الحكومة الليبية الجديدة.

وقال مسؤول أمريكي بارز في تصريح نقلته وكالة فرانس برس إن منفذي هجوم بنغازي يبدو أنهم استغلوا المظاهرات كذريعة لشن هجوم.

وأضاف "كان هذا هجوما معقدا، يبدو أنهم استخدموا هذا (الاحتجاج) كفرصة" لشن هجوم.

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن ثمة مؤشرات إلى أن عناصر ميليشيا يطلق عليها "انصار الشريعة" قد خططت للهجوم منذ فترة، لكن الجماعة نفت ذلك.

وذكر المسؤولون أن هناك تقارير تشير إلى أن عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ربما يكونون ضالعين في التخطيط للهجوم وتنفيذه.

تعزيزات أمنية

على صعيد آخر، قال مسؤولون عسكريون امريكيون إن وزارة الدفاع امرت اثنتين من المدمرات التابعة للبحرية الامريكية بالتوجه نحو السواحل الليبية.

وقالوا إن واحدة من المدمرتين، وهي المدمرة لابون، قد اتخذت موقعا لها قبالة الساحل الليبي الاربعاء، بينما ما زالت الاخرى، وهي المدمرة ماكفول، في طريقها وستصل الى موقعها المحدد في غضون ايام.

وقال المسؤولون إن المدمرتين المزودتين بصواريخ توماهوك ليست لهما مهمة محددة، ولكن وجودهما في المنطقة يعطي القادة الامريكية المرونة اللازمة لتنفيذ اي امر قد يصدره الرئيس اوباما.

في غضون ذلك، توجهت الى العاصمة الليبية بنغازي وحدة مكونة من خمسين من جنود مشاة البحرية المارينز لتعزيز الامن في السفارة الامريكية هناك.