ارتفع اعداد مصابي الاشتباكات الدائرة في محيط السفارة الامريكية بالقاهرة احتجاجا على فيلم براءة المسلمين المسيء للاسلام الى 224 شخصا وفقا لبيان وزارة الصحة المصرية.

يأتي ذلك فيما استنكر رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ما قام به بعض الأشخاص من إحراق للسيارات وقذف رجال الشرطة بالحجارة والاعتداء على السفارات وإتلاف الممتلكات العامة، وشدد على أن الحكومة ستقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والقيام بواجبها فى هذا الشأن بكل حزم.

واشنطن تطالب بمحاسبة المسؤولين عن أحداث القنصلية في ليبيا وترفض الاساءة للأديان

وقال قنديل في بيان أصدره مجلس الوزراء إن ما حدث "يضر بالمصالح العليا للبلاد والأمن القومى المصرى، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون نصرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بتلك الأفعال".

وأكد أن تعاليم ومبادئ الإسلام وأخلاق الرسول تدعو إلى اتباع مكارم الأخلاق وعدم التدني لمستوى التصرفات الخارجة عن كل القيم والأعراف الإنسانية فى احترام ديانات وعقائد الآخرين، منددا بما وصفه "تفاهة وانحطاط أخلاق" صانعي الفيلم المسيء للإسلام.

وكان وزير الداخلية المصري اللواء أحمد جمال الدين قد تفقد محيط السفارة الأمريكية إثر تجدد المظاهرات وطالب الوزير رجال الشرطة بضبط النفس.

وشهد صباح الخميس تجددا للاشتباكات في محيط السفارة الأمريكية بين المتظاهرين ورجال الشرطة بعدما رشق مئات المتظاهرين قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة احتجاجا على الفيلم الذي أنتج في الولايات المتحدة.

وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين بعد يوم من اعتلاء محتجين أسوار مجمع السفارة وقيامهم بإنزال العلم الأمريكي وتمزيقه وإحراقه.

وامتدت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين إلى شوارع جانبية قرب مبنى السفارة وإلى ميدان التحرير، مهد الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في يناير كانون الثاني 2011.

وأضرم متظاهرون النار في سيارة تابعة للشرطة بالقرب من السفارة. وتفحمت سيارة الشرطة وفر شرطي كان يستقلها. واغلقت كل الشوارع المؤدية إلى السفارة.

واجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما فجر اليوم اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري محمد مرسي لمتابعة تطورات الوضع المتعلق بالسفارة الأمريكية بالقاهرة.

واكد أوباما حرص بلاده علي العلاقات المصرية الأمريكية ودعم عملية التحول الديمقراطي في مصر الا انه اعرب عن اهمية أن يحظي اعضاء البعثة الأمريكية ومنشأتها بالحماية اللازمة.

واعرب الرئيس الامريكي عن استياءه من التعدي علي المقدسات وإثارة الكراهية مشيرا الى ان هذا لا يبرر التعدي علي الأشخاص والممتلكات.

من جانبه نقل الرئيس المصري مشاعر استياء المصريين و المسلمين بصفة عامة من الإساءة لشخص رسول الاسلام، وأكد مرسي أن "أفعال القلة المتجاوزة" يمكنها أن تثير الكراهية وتساهم في أضعاف العلاقة الجيدة بين الشعبين المصري والأمريكي.

وقال مرسي إنه يتوقع رد فعل شعبي أمريكي وتأكيدات من الحكومة الأمريكية بعدم السماح بأي تعدي علي المقدسات.

وأكد مرسي أن الدولة المصرية تمارس مسئولياتها المصرية والدولية والرسمية لحماية الوافدين عليها وحماية البعثات الدولية في كل مصر مشددا على رفضه لأي تعدي علي الأفراد والممتلكات.

وتوجه الرئيس المصري إلى بروكسل يوم الخميس في أول زيارة يقوم بها لأوروبا منذ انتخابه في يونيو/حزيران الماضي.

واكد الرئيس مرسي في خطاب الى الأمة المصرية الخميس ادانته الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار بثه موجة احتجاجات عمت العالمين العربي والاسلامي، مشددا على ان "الرسول الكريم خط احمر لا يجوز المساس به"، داعيا في الوقت نفسه الى نبذ العنف.

وقال الرئيس في كلمة بثها التلفزيون المصري ان "المقدسات الاسلامية والرسول" تشكل "خطا احمر بالنسبة لنا جميعا نحن المسلمين .. نحن المصريين جميعا نرفض اي نوع من انواع التعدي او الاساءة الى رسولنا محمد" الذي "نفديه كلنا بكل ارواحنا ومهجات قلوبنا".

وتابع مرسي في كلمته المسجلة "لا نقبل ونعادي من يتعدي بالقول او الفعل او اللفظ علي رسولنا، هذا امر مرفوض من كل المسلمين ومن كل المصريين".

واضاف "انا اعبر عن الشعب المصري كله، وادين واتصدى لكل من يحاول او من يتكلم او يفعل او يمارس اي نوع من انواع الاساءة الى رسولنا"، او الى "اي من مقدساتنا الاسلامية".

وأوضح مرسي أن "التعبير عن الرأي وحرية التظاهر والاعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد علي الممتلكات الخاصة والعامة او على البعثات الدبلوماسية او على السفارات."

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيان عن وزارة الصحة ان الاشتباكات التي وقعت في الشوارع المؤدية إلى مبنى السفارة اسفرت عن إصابة 16 شخصا وان جميع المصابين حالتهم مستقرة.

وأضافت الوكالة نقلا عن مصدر أمني أن قوات الأمن اعتقلت 12 شخصا من المتظاهرين ويجري اتخاذ كافة الاجراءات القانونية حيالهم.

ولواشنطن بعثة دبلوماسية كبيرة في مصر فيما يرجع بين اسباب اخرى إلى برنامج للمساعدات أعقب توقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979. وتقدم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية لمصر قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا ومساعدات اخرى.

وكانت قوات الأمن المصرية قد تصدت لمحاولة جديدة لاقتحام السفارة الأمريكية وألقت القبض على اثني عشر متظاهرا من "مثيري الشغب" واتخذت الإجراءات القانونية حيالهم، بحسب بيان من وزارة الداخلية المصرية.

وأنشأت القوات سياجا حول السفارة وحالت دون اقتراب متظاهرين يحتجون على فيلم يسيء لنبي الإسلام من أسوارها.

وكان متظاهرون إسلاميون قد تمكنوا قبل يومين من اقتحام السفارة ورفع أعلام كتبت عليها الشهادتان.

وقال شاهد عيان لبي بي سي إن أعداد المتظاهرين تزايدت في ساعات الصباح الباكر كما أن عمليات الكر والفر متواصلة، وأفاد بسقوط عدد من المصابين قدره بخمسة وعشرين.

وقال أحد المشاركين في الاعتصام لبي بي سي إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والعصي لتفريقهم كما رشقتهم بالحجارة. وأوضح أن الاحتجاج لا يسيطر عليه تيار محدد ولم تشارك فيه جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار إلى أن هدف الاعتصام هو وقف عرض فيلم مسيء للنبي محمد في الولايات المتحدة وإغلاق السفارة وطرد السفير.

وقال محمود الطباخي وهو صحافي مصري موجود في موقع الأحداث لبي بي سي إن هناك دعوات لمظاهرة ضخمة يوم الجمعة احتجاجا على الفيلم المسيء.

نفى أن يكون المتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة حيث لم تسمح لهم قوات الأمن الاقتراب من محيطها.

وصباح الخميس، أصدرت الداخلية المصرية بيانا أعلنت فيه إصابة ثلاثة ضباط وأحد عشر مجندا.

واتهم البيان المتظاهرين بإحراق سيارتي شرطة خلال مرورهما في شارع بمحيط السفارة بعبر إلقاء الزجاجات الحارقة "مما دعا القوات التعامل معهم لإبعاد المتظاهرين وإطفاء السيارتين ".

ودعت وزارة الداخلية المتظاهرين التعبير عن مشاعر غضبهم بصورة سلمية وتناشد الرموز الوطنية التدخل لتهدئتهم حفاظاً على الأمن والإستقرار ومصالح البلاد الوطنية .

يذكر أن السلطات المصرية أزالت في أواخر يونيو / تموز الماضي الحواجز الأمنية التي كانت تمنع المرور في محيط السفارتين البريطانية والأمريكية، تنفيذا لحكم قضائي صدر قبل أيام من تسلم الرئيس المصري محمد مرسي مقاليد الحكم.

وأبلغت وزارة الخارجية المصرية حينذاك السفارتين بأن الحكومة المصرية ملتزمة بتنفيذ حكم نهائي صدر عن القضاء الإداري بإزالة الحواجز "لتتسببها في إغلاق عدد من الشوارع بمنطقة غاردن سيتي" بوسط القاهرة.