دعا الدكتور فهد العصيمي، مفسر الأحلام ومقدم برنامج «الأحلام» المباشر التي تبثه إحدى القنوات الفضائية، إلى ضرورة إعطاء أذونات رسمية لبعض مفسري الأحلام واعتمادهم بشكل رسمي من قبل وزارة الشؤون الإسلامية، وتفعيل توصيات الوزارة التي تم الخروج بها من مؤتمر المعبّرين الأول، في ظل عدم وجود جهات علمية تتبنى تخريجهم، مؤكدا وجود الكثير من المعلومات المغلوطة بشأن تفسير الأحلام والرؤى.

وأرجع الدكتور فهد العصيمي وجود مثل هذه المعلومات إلى دخول الكثير من مفسري الأحلام إلى هذا المجال دون امتلاكهم العلم الصحيح به، والتي تتضمن بطلان الرؤيا في حال وجود الدم بالحلم، أو إبطال وقوعها عن طريق روايتها داخل دورة المياه، أو الامتناع عن إخبار النساء بها. وقال الدكتور العصيمي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ينبغي منح بعض مفسري الأحلام أذونات رسمية بناء على علمهم ومنهجيتهم وملكتهم التي يتمتعون بها في هذا المجال، شريطة أن يتم منعها عن كل من يخالف معايير التعبير الشرعية أو النفسية أو الاجتماعية أو السياسية»، لافتا إلى أن انعدام وجود مثل هذه القرارات دفع بالناس إلى الاحتكام لسمعة الإنسان وذيوع اسمه وقبولهم له استنادا إلى الحديث النبوي «أنتم شهداء الله في أرضه».

وأفاد العصيمي بأن انطلاق تعبير الأحلام يختلف باختلاف الأسس المستند إليها من قبل كل مفسر، إذ إن هناك من يحتكم إلى علم النفس أو مخزونه الشرعي أو اللغوي، مضيفا «من يعتمد على علم النفس في التفسير فإنه سيحلل شخصية صاحب المنام ويقارن حلمه بما يسمعه منه ومن ثم يحدد ما إذا كان الحلم رؤيا أو مجرد حديث نفس». لكنه استدرك قائلا «عادة ما يعود تفسير الأحلام إلى الملكة والآلية التي تم تأسيس المفسّر نفسه عليها، حيث إن هناك من أخذ نصيبا كبيرا من العلوم الشرعية والنفسية واللغة العربية، وهو ما يجعله مؤهلا بشكل أكبر للقيام بذلك».

وأكد الدكتور فهد العصيمي على عدم اشتراط وقوع الحلم وإن فسر، إلى جانب إمكانية تحقق الرؤيا حتى وإن لم يتم تفسيرها، مشيرا إلى أن الأحلام في بعض الأحيان تكون مرتبطة بأحداث يعيشها الإنسان ليتم الحكم عليها بأنها مجرد حديث نفس، بينما قد يرى الشخص رموزا لا علاقة لها بما يعيشه، الأمر الذي قد يجعل من منامه رؤيا يتم تفسيرها.

وفي ما يتعلق بإمكانية معرفة ظروف كل شخص والتفرقة في أحلامه بين الأضغاث والرؤى، علق العصيمي بالقول «إذا تكرر الإنسان عند المفسر فإنه يتم إنشاء ملف معنوي أو حسي له، بحيث يربط المعبر بين أحلامه وحياته من ناحية حالته أو المشكلات التي يعاني منها من ناحية أخرى، ومن ثم يقرر مدى إمكانية تفسيرها من عدمها».

وحذر مفسر الأحلام ومقدم برنامج «الأحلام» المباشر على إحدى القنوات الفضائية من امتناع المفسرين عن تأويل المنامات لأصحابها، خصوصا أن ذلك من شأنه أن يدخل الخوف في أنفسهم، إلا أن البديل لذلك الامتناع مستقى من السنة النبوية والمتضمن احتراز صاحب الحلم عن حلمه. وزاد «يكون ذلك الاحتراز عن طريق الاستعاذة بالله من الشيطان والنفث ثلاث مرات على الجانب الأيسر وعدم إخبار الناس بما رآه والانقلاب على الجانب الأيمن في النوم، إلى جانب صلاة ركعتين بعد الاستيقاظ، حيث إن هذه الخطوات تبطل وقوع الحلم بناء على ما جاء في السنة النبوية من أدلة».

وشدد الدكتور العصيمي على «ضرورة اللجوء إلى مفسري الأحلام في حال تكرار بعض الرموز باستمرار، غير أنه إذا ما كان الفرد يرى أحلاما كثيرة لا علاقة لبعضها ببعض فإن له حرية القرار من حيث سؤال المعبّر أو عدمه». وذكر العصيمي أن الرؤيا تعد كلاما يحدّث به العبد من قبل ربه في المنام، لا سيما أنها في بعض الأحيان تكشف للشخص شيئا غير معروف، إذ إن الأحلام هي الطريق الوحيد المأذون به شرعا للعلم بالغيب - بحسب قوله.

وبعد أن كان الإقبال على تفسير الأحلام والرؤى في المقام الأول بين المجتمع السعودي مقتصرا على النساء فقط، بدأ جانب المال والأعمال يدير البوصلة نحو الرجال لينافسوا أنصافهم الأخرى في الوصول إلى المفسرين والمعبرين، خاصة أن بعض مفسري الأحلام باتوا يركزون على هذا الجانب تحديدا بهدف تحقيق الشهرة على أكتاف رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين.

ويؤكد محمد الحمد، المستشار النفسي ومفسر الرؤى والأحلام، وجود إقبال كبير من بعض رجال الأعمال خصوصا من الجيل الجديد على تفسير الرؤى المتعلقة بالمال وسوق الأسهم (البورصة) مقارنة بالعام المنصرم 2011، مرجعا سبب ذلك الإقبال إلى التخوف من انهيارات سوق الأسهم السعودية وارتباطها بالأحلام التي تراودهم من حين لآخر.

وقال الحمد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هناك زيادة في تفسير الرؤى والأحلام المتعلقة بالمال والأعمال وعقود المقاولات والاستثمارات في البورصة بشكل كبير، وذلك بنسبة تتجاوز 15 في المائة بناء على الاتصالات التي تردنا والرسائل النصية والاستفسارات الكثيرة».

وبين أن أحلامهم تتمحور في قطارات وأبراج وبنايات ومصاعد وطوابق خصوصا المباني الزجاجية الحديثة والتي يميل لونها للأخضر، إلى جانب أن المرأة أصبحت تشكل ما نسبته 75 في المائة من أحلام رجال الأعمال، والتي تدل رؤيتها في المنام على الدنيا، حيث إنها الأقرب لتنفيذ المشاريع والعقود.