انطلاقا من قناعة الدولة بأهمية خدمات النقل الجوي كعنصر أساسي وضروري لتحقيق التطور والنمو الحضاري في مختلف المجالات التنموية، تم إنشاء شبكة مطارات تضم 27 مطارا منها 4 مطارات دولية، وقد أنفقت الدولة على هذه المشاريع بسخاء خلال العقود القليلة الماضية.
وبعد اكتمال مرحلة البناء والتشييد لتلك المطارات دخلت صناعة الطيران المدني بالمملكة في مرحلة جديدة .. اقتضتها طبيعة المستجدات العالمية المتلاحقة، إذ اتسمت صناعة الطيران المدني في الآونة الأخيرة بالديناميكية بشكل أكبر، مما عد من التحديات المعاصرة .. ولمواجهة ومواكبة تلك التحديات جاءت توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين (حفظهما الله) القاضية بضرورة وضع الخطط اللازمة لتطوير منظومة المطارات وأنظمة الملاحة الجوية في المملكة .. وقد انطوت تلك الخطط التي وضعت بإشراف صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني على تبني العديد من المشاريع كان من بينها مشاريع لإنشاء مطارات جديدة وأخرى لتطوير مطارات قائمة بهدف استيعاب النمو المتزايد في الحركة الجوية، ورفع مستوى الخدمات على نحو يواكب التطورات العالمية في هذا المجال، هذا ويمكن استعراض أهم تلك المشاريع على النحو التالي:
1. مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد
جاء مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد لرفع كفاءة هذا المطار .. ليس فقط لاستيعاب الزيادة الضخمة التي شهدها في حركته الجوية، أو تلك المتوقعة في المستقبل، بل أيضا لتمكينه من القيام بدوره المنشود كبوابة رئيسة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة .. مستهدفا مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة بما يضمن رفع مستوى الخدمات وفق أعلى المقاييس العالمية ودعم البنية الاقتصادية لمنطقة مكة المكرمة واستيعاب الطائرات العملاقة مثل (A380) وأن يصبح مطارا محوريا يربط الشرق بالغرب .. ولتمكينه من المنافسة .. علاوة على توفير عدد كبير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص، والتكامل مع قطاعات اقتصادية أخرى يتطلب نموها بشكل قوي توفر مطار دولي بمواصفات ومقاييس عالمية.
مراحل المشروع:
يتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل ترفع الأولى طاقة المطار الاستيعابية إلى (30) مليون مسافر سنويا قبل نهاية عام 2014م .. وصولا إلى (80) مليون مسافر في مرحلته الثالثة والنهائية.
تقدم سير الإنجازات
يتواصل العمل على قدم وساق لإنجاز المشروع، وقد بلغت نسبة إنجازه حتى تاريخه (مطلع سبتمبر 2012م) أكثر من 27 % ويعمل فيه أكثر من 8000 عامل ومهندس، وقد شكلت لجنة الجاهزية لتشغيل المطار الجديد ولوضع الترتيبات اللازمة تضم مندوبين من كافة الجهات الحكومية العاملة في المطار.
2. مشروع تطوير وتوسعة مطار الملك خالد الدولي بالرياض
حيث مضى على إنشاء مطار الملك خالد الدولي نحو (30) عاما، فقد تبنت الهيئة مشروعا تطويريا شاملا لتحديث تجهيزاته وتوسعة مرافقه بهدف مواكبة الزيادة في حجم حركته الجوية ورفع مستوى خدماته وفقا لأعلى المقاييس، وسيرفع المشروع طاقة المطار الاستيعابية من (12) مليون راكب إلى (25) مليون راكب سنويا في عام 2015م، وقد أكملت الهيئة التصميم المرجعي للصالة الرديفة (الصالة رقم 5) بحيث تنتقل إليها حركة الطيران الداخلي بعد إنجازها لتقوم بمناولة جميع الرحلات الداخلية .. مما سيمكن الهيئة من إيقاف عمل الصالة رقم (3) حتى يمكن تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير المطار والتي بموجبها سيتم ربط الصالة رقم (3) بالصالة رقم (4) من جهة ساحة الطيران، كما سينطوي المشروع على تحديث جميع تجهيزات وأنظمة كل من الصالتين (3،4) بما في ذلك نظام نقل الحقائب فضلا عن زيادة عدد البوابات من خلال مد جسور جديدة سيتم إنشاؤها في اتجاه الشرق والجنوب ليصبح إجمالي عدد البوابات (45) بوابة بدلا من (24) بوابة، ويجري العمل الآن على إعداد التصميم المرجعي لهذا المشروع، ومن المتوقع طرحه في منافسة للتنفيذ مع مطلع العام القادم (2013) إن شاء الله وستبلغ مدة تنفيذه نحو سنتين ونصف.
3. مشاريع تطوير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي:
كما هو معروف فإن مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز يشهد مشروعا تطويرا جذريا يعد بمثابة مشروع لمطار جديد وحيث أنه من المتوقع إنجاز هذا المشروع في نهاية عام 2015م، وتنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) الذي قضى بتحويل المطار إلى مطار دولي، فقد تطلب الأمر تنفيذ مشروع عاجل لتطوير صالات السفر وعدد من مرافق المطار ريثما يتم تنفيذ المشروع الكبير سالف الذكر.
أ. المشاريع العاجلة:
أنجزت الهيئة المشروع العاجل لتطوير المطار والذي انطوى على تطوير صالات السفر الرئيسة لترتفع مساحاتها الإجمالية من (9097م) إلى (25698م) أي بنسبة زيادة بلغت 282 % علاوة على تحديث تجهيزاتها المختلفة الأمر الذي ضاعف طاقة المطار الاستيعابية.
ب. مشروع تطوير وتشغيل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة:
وهو مشروع ضخم يعد بمثابة مشروع لمطار جديد كليا، بكامل بنيته التحتية، تم توقيع عقده وفق أسلوب (BTO) مع تحالف طيبة الدولي الذي شرع في التنفيذ، ومن المتوقع إنجاز المشروع بالكامل مع نهاية عام 2015م لترتفع طاقة المطار الاستيعابية إلى (8) ملايين راكب في المرحلة الأولى وصولا إلى (12) مليون راكب في المرحلة الثانية لاستيعاب الطلب المتزايد على المطار ويستمر العقد لمدة (25) سنة، ويستهدف تحسين الخدمات واستقطاب المزيد من الحركة الجوية فضلا عن استيعاب الزيادة المتوقعة في السنوات المقبلة من المسافرين، وسينفذ المشروع على مساحة تقدر بأكثر من (4) ملايين م2، وسينطوي على بناء صالات جديدة بجسور متحركة لنقل المسافرين من الصالات إلى الطائرة مباشرة، بالإضافة إلى إنشاء مبان للمرافق التجارية ومبان للمرافق المساندة.
4. مشروع مطار أبها الإقليمي الجديد
رغم أن الهيئة العامة للطيران المدني سبق لها وأن أنجزت مشروعا تم بموجبه توسعة حديثة لهذا المطار في عام 1427هـ إلا أن الهيئة تضطلع في الوقت الراهن بإنجاز المخطط العام لمشروع مطار أبها الإقليمي الجديد والذي سيشغل مساحة تقدر بنحو 62 ألف متر مربع وسينفذ على مرحلتين الأولى ترفع طاقته الاستيعابية إلى (3.5) مليون راكب سنويا. وسيضم مشروع التطوير في تلك المرحلة (14) جسرا لنقل الركاب من الصالات إلى الطائرة مباشرة، وأما المرحلة الثانية فسترفع الطاقة الاستيعابية إلى (5) مليون مسافر سنويا.
5. مشروع مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجازان الجديد
شهد هذا المطار أيضا مشروعا تطويريا افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) في عام 1424هـ. ورغم أنه لم يمض على هذا المشروع سوى (7) سنوات إلا أن الهيئة تعتزم إنشاء مطار جديد بالكامل في موقع آخر على بعد 30 كلم شمال منطقة جازان، يتميز بمساحة كبيرة ويقع بين مدينة جازان السكنية ومدينة جازان الاقتصادية، وتمهيدا لطرح المشروع في منافسة عامة قامت الهيئة بإنجاز المخطط العام للمطار الجديد الذي ستبلغ طاقته الاستيعابية (2.4) مليون راكب سنويا.
6. مشروع مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز الإقليمي بالقصيم
أنجزت الهيئة مؤخرا مشروعا لتوسعة مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقصيم والذي انطوي على إنشاء صالة جديدة للمغادرة الدولية بمساحة 700 م2، وأخرى لإنهاء إجراءات السفر بمساحة 900 م2، وصالة ثالثة للقدوم الدولي بمساحة 670 م2، علاوة على توسعة وتطوير صالة المغادرة المحلية وصالة القدوم المحلي.
ورغم أن هذا المشروع زاد من طاقة المطار الاستيعابية إلا أن الهيئة تعتزم إنشاء مطار جديد كليا تم إنجاز مخططه العام ويجري إعداد تصاميمه التفصيلية تمهيدا لطرح إنشائه في منافسة عامة، وسينطوي المطار الجديد على إنشاء صالات سفر على مساحة تقدر بنحو (34) ألف م2 وبطاقة استيعابية تبلغ 1.4 مليون راكب سنويا وخمس بوابات ترتبط بخمسة جسور لعبور الركاب من صالات السفر إلى الطائرات.
7. مشروع مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإقليمي بتبوك
تم إنجاز مشروع تطوير مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك بالكامل ونقلت الحركة الجوية للصالة الجديدة بتاريخ 14/5/1432هـ. وقد رفع المشروع طاقة المطار الاستيعابية لتبلغ 1.5 مليون راكب سنويا، بمعدل 1500 راكب في الساعة، وقد انطوى المشروع على إنشاء صالة سفر جديدة بمساحة تزيد عن 16 ألف م2 ترتبط بجسرين متحركين لعبور الركاب من الصالة إلى الطائرات، وتضم الصالة الجديدة مصلى وقاعة انتظار للسيدات، وبموجب المشروع تم تطوير 18 مبنى ومرفق كان من بينها مبنى لخدمات الملاحة الجوية، ومبنى للصيانة وآخر لخدمات الإطفاء والإنقاذ.
8. مشروع مطار نجران
حظي مطار نجران بمشروع تطوير جذري تم إنجازه بالكامل، وقد نقلت الحركة الجوية للصالة الجديدة بتاريخ 23/10/1432هـ والتي تبلغ مساحتها 14000 م2، وهي تتألف من طابقين وترتبط بثلاثة جسور لعبور الركاب إلى الطائرات، وبموجب المشروع ارتفعت طاقة المطار الاستيعابية لتبلغ 1.4 مليون راكب سنويا، وقد تضمن المشروع أيضا إنشاء ساحة لوقوف الطائرات تستوعب (6) طائرات في آن واحد تستوعب الطائرات ذات الحجم العريض، وشمل المشروع أيضا مبنى للشحن الجوي وصالة لكبار الشخصيات ومبنى جديد للخدمات المساندة بمساحة 1152 م2 وبرجا للمراقبة الجوية ومرفق للتعامل مع حالات الطوارئ ومبنى للإدارة بمساحة 1000م2 ومحطات متعددة (طاقة، تبريد مركزي، تنقية مياه، معالجة مياه الصرف الصحي، وقود الطائرات) ومبنى للإطفاء، ومواقف للسيارات تستوعب (530) سيارة وبوابة رئيسية للمطار.
9. مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بالعلا
وهو مطار جديد بالكامل تم تشغيله في 4/12/1432هـ، ويضم ساحة وقوف للطائرات بمساحة 16800م2 تتسع لثلاث طائرات في آن واحد، بالإضافة إلى صالة سفر بمساحة 3703 م2 لخدمة (100) ألف راكب سنويا بمعدل (4) رحلات يوميا، وقد بلغت مساحة المطار أكثر من (13.7) مليون م2، ويمكن إجمال أهم عناصره على النحو التالي:
مدرج بطول 3050م وعرض 45م.
مواقف للطائرات بمساحة 16800م2.
صالة للمسافرين بمساحة 3700م2.
مرافق عامة مع بنية تحتية متكاملة للمطار.
مواقف للسيارات تستوعب 514 سيارة
10. مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع
شهد هذا المطار مشروعا تطويريا يعد بمثابة مشروع لمطار جديد، نفذ بالكامل وافتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) في يوم 21/7/1430هـ وقد رفع المشروع طاقته الاستيعابية من (170.000) إلى (600.000) مسافر سنويا، وقد انطوى المشروع على إنشاء مبنى للركاب بمساحة (8500) م2 مرتبطة بجسرين متحركين لنقل الركاب من وإلى الطائرات، أما مدرج المطار فقد تم تطويره ليستوعب طائرات (B747) ،(B777) ،(B300) وقد أصبح طوله 3211م، كما تم إنشاء برج مراقبة جديد بمساحة 785م2 وارتفاع 30م، ومبنى لإدارة المطار بمساحة 1040م2، علاوة على مبنى للشحن الجوي والبريد والجمارك بمساحة 2163م2، كما يضم المطار مبنى للأرصاد الجوية ومبنى للصيانة بمساحة 1260م2، ومبنى للإطفاء والإنقاذ بمساحة 2090م2، وسكن خاص بالحراسة بمساحة 1225م2، ومحطة للطاقة بمساحة 729م2، ومبنى للصيانة بمساحة 1260م2، ومسجدا يستوعب 300 مصل، ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بمساحة 1407م2، هذا وقد بلغت المساحة الإجمالية للمباني 23000م2.
التشغيل الدولي للمطارات المحلية
يمكن إيجاز إنجازات الهيئة العامة للطيران المدني في مجال التشغيل الدولي لعدد من مطاراتها الداخلية على النحو التالي:
1. تم تحويل مطاري الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع ونجران من فئة المطارات المحلية إلى فئة المطارات الإقليمية ومن ثم تم فتحهما لاستقبال الرحلات الدولية، وعليه استقطب مطار الأمير عبدالمحسن عدد من الناقلات الجوية المشغلة للرحلات الدولية، وقد بلغ عدد الركاب على تلك الرحلات خلال عام 2011 في هذا المطار (125.000) راكب، أما مطار نجران فيجري تسويقه للناقلات الجوية المختلفة.
2. تم فتح المجال للتشغيل الدولي في (6) مطارات إقليمية وهي (مطار أبها، مطار الأمير سلطان بتبوك، مطار الأمير نايف بالقصيم، مطار الطائف، مطار الأمير عبدالمحسن بينبع، مطار حائل) وقد بلغ عدد الناقلات الجوية المشغلة للرحلات الدولية من وإلى تلك المطارات (11) ناقلة جوية، قامت بتشغيل (318) رحلة دولية أسبوعيا لتلك المطارات، فيما بلغ عدد الركاب على تلك الرحلات خلال عام 2011م (563.000) راكب.
3. من المتوقع أن تستقطب الهيئة المزيد من الناقلات الجوية للمطارات المحلية في المستقبل القريب إن شاء الله.