طالب الإعلامي عبدالله المديفر بتبني المملكة لعمل درامي ضخم يوثق سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ويجمع متفرقات تجربته وتفاصيلها ويرسم للأجيال صورة واضحة عن الشيخ.

وأوضح أن ما حداه على ذلك اطلاعه على فيلم وثائقي على قناة IRINN الإيرانية تحدث عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب واحتوى على كم كبير من التزوير والتجني، حيث صوره الفيلم على أنه شخص عميل للغرب وجاء للمساهمة في إقامة دولة تخدم اليهود والصهيونية عن طريق العنف والأصولية، مضيفا: "حتى الإسقاطات الجنسية لم يسلم الفيلم منها!".

وقال المديفر إنه مهما بلغ الخلاف حول الشيخ إلا أنه يظل رقما صعبا وشخصية حازت الكثير من الاهتمام سواء من أتباعه أو معارضيه، وتحتاج الأجيال التي لم تعاصره إلى عمل درامي يتحرى الدقة في كشف أفكاره الحقيقية وفلسفته للحياة ورؤيته للدين، وكيف يمكن لرجل الدين أن يتحالف مع السياسي لصياغة أنموذج من القيم والمصالح المشتركة.

وأضاف أن تبني السعودية لمسلسل ضخم من هذا النوع يوثق شخصيةً دينيةً قد تكون الأهم على مدار تاريخ الدول السعودية الثلاث ويسهم في رسم التاريخ الذي يعد مهماً لحضارات الأمم، خاصة مع كسر المجموعات الإنتاجية الضخمة مثل mbc و"روتانا" حاجز الحساسية خلال العامين الماضيين بإنتاج مسلسلات كمسلسل "الحسن والحسين" ومسلسل "عمر".

ولفت المديفر إلى أن هذا العمل من الممكن أن يكون مغرياً لدولة قطر التي تحتفي بالأعمال التاريخية الضخمة، خاصة إذا وُضع في الاعتبار أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب يعود لقبيلة تميم التي تنتمي لها الأسرة الحاكمة هناك وأنه في العام الماضي أنتجت قطر مسلسلاً عن الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي.

وختم المديفر مقاله بصحيفة "اليوم" بالإشارة إلى أن الأفلام والمسلسلات تنقش في ذاكرة الناس ما لا تخلده الكتب والروايات، وأن العمل الدرامي يتابعه الملايين بخلاف الكتاب الذي ينتشي ببضعة آلاف، مستشهدا بتأثير فيلم "عمر المختار" الذي قرّب هذه الشخصية من النفوس وخلد اسم مخرجه مصطفى العقاد رغم رحيله.