قال رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" الكاتب طارق الحميد إن الرئيس الأمريكي أوباما أخطأ حينما اعتبر كل ما حدث عربيا ثورات دون تمييز للحقائق، فساوى مصر بالبحرين بتونس باليمن، وهذا خطأ لا يرتكبه إلا بعض جهلة "تويتر" و"فيس بوك" من العرب.
وأضاف أن أوباما أخطأ مرة أخرى حينما لم يستمع إلى نصيحة الرئيس المصري السابق مبارك عندما قال له "أنت لا تفهم هذا الجزء من العالم.."، وذلك بعد أن طالبه أوباما بالتنحي، لافتا إلى أن الأيام والأحداث أظهرت أن أوباما بالفعل لا يفهم هذا الجزء من العالم وأنه رئيس مثقف أكثر من كونه سياسياً، معتبرا ذلك خطرا حقيقيا.
واستغرب في مقاله اليوم بصحيفة "الشرق الأوسط" تردد أوباما أمام أم أهم الثورات العربية وهي الثورة السورية متجاهلا مصداقيتها، والتي بنجاحها لن تتغير سوريا فقط بل المنطقة ككل، حيث ينتهي التمدد الإيراني وينتهي أسوأ نظام إجرامي عربي، وفي المقابل اعتبر أوباما البحرين ثورة، غير منتبه للشق الطائفي والمطامع الإيرانية هناك.
وذكر أن هذا ينضم للأخطاء الجسيمة لأوباما وغفلته عن أن التحرك في البحرين كان بدعم إيراني، فيما الثورة في سوريا كانت ضد نظام سلم سوريا كلها لإيران وسمح لها بنشر الجماعات التي تسعى لتدمير مفهوم الدولة، كما سمح لطهران بأن تستغل الأراضي السورية لتمكين نفوذها في كل المنطقة.
وختم الحميد بأن أخطاء إدارة أوباما لا تقل فداحة عن أخطاء إدارة بوش التي سلمت العراق لإيران، موضحا أن ذلك إن دل فيدل على ضعف الدبلوماسية العربية، وتحديدا الخليجية، في التواصل مع الإدارة الأميركية والمؤسسات هناك ككل، مضافا إليها أخطاء ارتكبتها الأنظمة العربية في فهم المتغيرات من حولها، حيث ظن عدد من قادتها أنه يمكن لهم البقاء في الحكم عشرات السنوات ثم توريثه لأبنائهم.